لماذا اخترتم مناقشة موضوع "كيف نضحك على الإسلام" بتلك الطريقة، ولماذا كل هذا التأخير في موضوع مثل هذا؟ لقد أثار غلاف "الشريعة إيبدو" للمجلة الساخرة المعروفة "شارلي إيبدو" جدلا كبيرا في فرنسا، وفتح نقاشا حول موضوع "هل يمكن أن نضحك على الإسلام". يجب أن تعرف أن غالبية قرائنا مسلمون، وتصل النسبة إلى تسعين في المائة، أردنا من خلال هذا المقال الصحافي (هل يمكن أن نضحك على الإسلام؟) معرفة آرائهم وكان مناسبة للتعبير عن أفكارهم في هذا الموضوع.
مجلتنا تصدر مرة في كل شهرين، وعدد نونبر ودجنبر كان قد تزامن صدوره مع ما أثارته "شارلي إيبدو"، لذا قررنا نشر الموضوع في عدد يناير وفبراير.
لكن لماذا أعدتم نشر الغلاف المثير لشارلي إيبدو، وما هو موقفكم كمجلة من الدين بشكل عام؟ لقد أجرينا حوارات مع شخصيات كلها ردت على سؤال واحد وهو "هل يمكن أن نضحك على الإسلام"؟ لذا كان من الضروري أن ننشر وجهات النظر تلك ليطلع عليها قراؤنا وليمكن هؤلاء من تكوين أفكارهم الخاصة بهم حول الموضوع.
لا يجب أن ننسى أن مجلة "كازيل" هي مجلة المرأة المغاربية وليست المرأة المسلمة. هدفنا الإخبار لا التربية الدينية لمبادئ الإسلام. طبعا فالغالبية العظمى من قرائنا وقارءاتنا يشعرون بقربهم من الإسلام، لذا نثير مواضيع دينية من زاوية تقليدية أو ثقافية.
ألم يكن هذا المنع مقصودا من أجل أن تصبح مجلتكم مشهورة، خاصة أنكم تعرفون أن رسما كاريكاتوريا مثل الذي نشرتموه لن يوزع في المغرب؟ لا لم ولن نلجأ إلى هذا التصرف أبدا. إذا ما ظهر هذا المقال (حول الإسلام) في العدد الأول بالمغرب فهو مجرد صدفة.
كيف تمت عملية منع توزيع العدد بالمغرب؟ لما أبلغنا بأن هناك إمكانية لعدم السماح للمجلة بالتوزيع بالمغرب بسبب غلاف "شارلي إيبدو"، اقترحنا إما أن نلصق الموضوع ولن يظهر في العدد المطروح في الأسواق وإما أن نمزق الصفحات المعنية، وأخبرنا السلطات أن ذلك سيكون على نفقتنا.
لكن هذه الاقتراحات رفضت من قبل وزارة الاتصال، لقد طبعنا ثمانية آلاف نسخة لتوزيعها بالمغرب. لو علمنا أن المنع سيحصل لكنا طبعنا أقل من هذا الحجم. يجب أن أشير إلى أن العدد وزع بالجزائر ولم نتعرض للرقابة أو المنع.
هل ستوزعون العدد المقبل من "كازيل" بالمغرب؟ طبعا سنوزع العدد المقبل بالمغرب، فالمغرب مهم كثيرا بالنسبة لنا، وسيكون من المؤسف حقا التوقف في أولى المحاولات. "كازيل" مجلة محترمة في فرنسا، أشادت بها "إيل" و"لوموند"، ويمكن أن تساهم في دعم الصحافة النسائية المغاربية، فموعدنا في العدد المقبل.