قال شمعون آران، المحلل السياسي والصحفي في صوت اسرائيل، راديو مكان وتلفزيون مكان باللغة العربية، في حوار حصري مع "كود"، إن "استئناف العلاقات المغربية الاسرائيلية، تطور مهم سيكون له أثر ايجابي الشعبين"، مؤكدا أن "العلاقات بين الرباط وتل أبيب مختلفة تماما عن باقي علاقات التطبيع مع الدول العربية، خصوصا وأنه في ظل أقل من شهرين فقط استطاعت الدولتين المرور إلى السرعة القصوى في تنزيل اتفاقية أبراهام". وأضاف آران في حواره مع "كود" أن "مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الاسرائيلية وديوان رئيس الوزراء يؤكدان إمكانية تطور العلاقات بين المغرب وإسرائيل إلى مستوى فتح مكاتب سفارتي البلدين في الرباط وتل أبيب"، موضحا أن "هناك أنباء تفيد بأنه خلال المكالمة الهاتفية بين بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والملك محمد السادس، تعهد جلالة الملك المغربي بفتح السفارة في إسرائيل كما تعهد الجانب الاسرائيلي كذلك بفتح السفارة في الرباط". شمعون آران، له تجارب دبلوماسية مهمة، بحيث كان ضمن الوفد الذي رافق سيلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي من أصول تونسية، سنة 2005 إلى تونس، حيث التقى المسؤول الاسرائيلي مع زين العابدين بنعلي، الرئيس التونسي سابقا. شمعون له كذلك له دراية كبيرة بالعالم العربي من خلال اطلاعه الواسع على الأوضاع السياسية والاقتصادية لشمال أفريقيا ودول الشرق الأوسط، خصص أول حوار له مع جريدة مغربية "كود". وإليكم نص الحوار: "كود": السيد شمعون، بداية، كيف تنظر لاستئناف العلاقات بين المغرب واسرائيل؟ شمعون: أولا أشكر موقع "كود" ومن خلاله الشعب المغربي على استضافته لي في هذا المنبر الاعلامي، وأنا جد سعيد بالتحاور معكم. بخصوص سؤالكم، أؤكد لكم بأن إعادة استئناف العلاقات بين المغرب واسرائيل، هو شيء مهم وتطور دراماتيكي، وأمر بعث على الارتياح لدى عدد كبير من الشعب الإسرائيلي. ولا بد من التذكير أن هناك علاقة مستمرة بين البلدين منذ مئات السنين، وعلاقات رسمية منذ عشرات السنين. اليوم هناك علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين، حيث تم فتح مكتب اسرائيلي في العاصمة المغربية الرباط يرأسه السفير ديفيد غوفرين، الذي يعمل لتعزيز العلاقات بين إسرائيل والمغرب في شتى المجالات. لقد التقى غوفرين بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وغيره من المسؤولين، وهو نفس الأمر بالنسبة للوفد المغربي برئاسة الدبلوماسي عبد الرحيم بيوض. هناك توقع أن تكون هناك حركة سياحية نشطة قريبا بعد زوال جائحة كورونا، بحيث أن جميع شركات الطيران ( العال أوإسرائير israir واركيعا arkia) وكذا الخطوط الملكية الجوية "لارام" تقدمت بطلبات لتسيير رحلات جوية بين إسرائيل والمغرب، بحيث هناك حاليا زهاء 50 ألف سائح اسرائيلي، لكن هناك توقع بأن يزداد العدد إلى 200 ألف سائح من كلا البلدين. نحن سعداء للغاية باستئناف هذه العلاقات، ونتوقع بأن تنمو وتزدهر في جميع المجالات. هنا أشير بأن عدد من سفراء إسرائيل في العالم التقوا بنظرائهم المغاربة، وكذا الأمر بالنسبة للاتصالات التي أجراها وزراء البلدين، ويتعلق الأمر بكل من وزير الأمن الداخلي امير اوحنا وكذا وزير الداخلية ووزير السياحة ووزير التربية والتعليم ووزيرة المواصلات .. الذي ربطوا اتصالات بنظرائهم المغاربة. كل هذه الاتصالات تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات. 2/ ما هي القضايا والأمور التي ترى بأنها مشتركة بين البلدين؟ شمعون: هناك تشابه كبير بين أبناء الشعبين المغربي والاسرائيلي، بحيث أننا نعيش في منطقة مشابهة من الناحية المناخية، كما نتميز بخفة الدم والعشرة وحسن الضيافة مثل الشعب المغربي. هناك تقارب كبير بين الشعبين، كما أن الملوك المغاربة يمنحون للجالية اليهودية حرية العبادة، كما تحفظ المملكة على مواقع التراث اليهودي، مثلا قبل بضعة أيام كانت هناك مكالمة هاتفية هامة بين وزير التربية والتعليم يوؤاف جلانت ونظيره المغربي سعيد امزازي، حيث اتفق الطرفان على دمج مواضيع تهم اسرائيل والمغرب خصوصا فيما يتعلق بالجالية اليهودية، كما تم الاتفاق على تبادل الوفود الطلابية، وتنظيم جولات دراسية مشتركة، وهو أمر في غاية الأهمية واعتقد انه بمثابة انطلاقة تاريخية في هذا الموضوع. ونفس الشيء بالنسبة للوزراء الآخرين، حيث يتفقون على اقامة علاقات في مختلف المجالات الحيوية، وهذا سيعود بالفائدة على أبناء الشعبين المغربي والاسرائيلي. 3/ هل حان الوقت لتوقيع اتفاقيات وشراكات بين المؤسسات الإعلامية المغربية والاسرائيلية؟ شمعون: أعتقد أن ما يميز السلام بين المغرب واسرائيل، على خلاف باقي اتفاقيات سلام أخرى، هو أن هذا السلام دافئ وعرف تقدم ملحوظ في ظرفية قصيرة جدا، نحن نذكر فقط أنه في 10 ديسمبر (قبل شهرين تقريبا) تم الإعلان عن تطبيع العلاقات. ونرى أن هناك تقدما في العديد من المجالات. وأعتقد كذلك أن هناك مجالا لإقامة التعاون بين المؤسسات الاعلامية الاسرائيلية والمغربية، مثلما أتحدث إليكم على صفحات الموقع الاخباري "كود"، هناك فرص مهمة لاستضافة صحفيين مغاربة في الصحف والقنوات الاسرائيلية. كما نتطلع لإجراء حوارات مع كبار مسؤولين في المغرب. لنقل المعلومات والمستجدات الخاصة بالبلدين والشعبين، لكلا الجانبين. 4/ هل تعتقد أن سقف ترسيم العلاقات بين البلدين سيتطور الى مستوى فتح سفارات بالبلدين؟ شمعون: بالنسبة لتقدم العلاقات وتطورها وبلوغها مرحلة فتح السفارات بين البلدين، اعتقد أنه بعد فتح المجال الجوي، وارتفاع عدد السياح الذين سيصلون إلى اسرائيل والمغرب بعد جائحة كورونا، الأمور ستتقدم وستسير في هذا الاتجاه. وفي هذا السياق، فإن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الاسرائيلية وديوان رئيس الوزراء يؤكدان ذلك. ويعمل المسؤولون الدبلوماسيون، دافيد غوفرين وعبد الرحيم بيوض، على تطوير العلاقات. هناك أنباء أنه خلال المكالمة الهاتفية بين بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والملك محمد السادس، تعهد جلالة الملك المغربي بفتح السفارة في إسرائيل كما تعهدت اسر ائيل كذلك بفتح السفارة في الرباط. هناك تقدم ملحوظ في مستوى العلاقات بين البلدين، وبعد تقدم العلاقات أكثر وأكثر سيتحقق فتح السفارتين في الرباط وتل ابيب. 5/في نظرك، هل الشركات الإسرائيلية ستستثمر في المغرب ؟ وهل يمكن للمغرب أن يستفيد من القدرات التكنولوجية في الري والفلاحة لتحويل الاراضي القاحلة الى مناطق خضراء؟ شمعون: الشركات الاسرائيلية ستستثمر في المغرب، إسرائيل دولة عظمى في مجالات مختلفة من حيث قدراتها في مجال الابتكار والصناعة والزراعة والتجارة وفي مجال محاربة التصحر لها تجربة كبيرة. لاسرائيل تكنولوجيا متميزة في مجال الفلاحة الري ومحاربة التصحر وتحويل أراضي إلى مناطق خضراء، واعتقد سيكون هناك تعاون كبير في هذا المجال. المغرب دولة مركزية في مجال الحوامض، بحيث أن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية تحدثوا إلينا، يتوقعون بأن يتم تعزيز التعاون في هذه المجالات بشكل متميز. مثلا وزير التجارة والصناعة عمير بيريز، وهو من أصل مغربي، تحدث مرتين مع نظيره المغربي مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد المغربي. مسؤولون كشفوا لنا بأن هناك اتصالات داخل وزارة الصناعة والتجارة الاسرائيلية أجل بلورة اتفاقيات بين البلدين، للتعاون في مجال النسيج ومختلف المجالات. 6/ هل سيفتح المجال للطلبة المغاربة لاستكمال دراساتهم في التخصصات العلمية بإسرائيل؟ شمعون: هناك ما يسمى في اسرائيل "ماشاف" وكالة التعاون الدولي التابعة لوزارة الخارجية، بحيث تتكلف بتكوين عدد من الأطر، ولا بد من التذكير بأن هؤلاء يتلقون دورات استكمالية في مجالات متعددة منها تأهيل قيادة المرأة ومواجهة التصحر وعدد من المواضيع ذات اهمية. وأتوقع أن يعود هؤلاء لمتابعة دراستهم وتكوينهم، خصوصا في مجالات الزراعة، كما كانت الأمور سابقا. لقد تحدثت مع مسؤولين في وزارة الزراعة، بحيث هناك اتصالات مع المغرب، لتطوير التكوين في هذا المجال. 7/ السيد شمعون، لك علاقة وطيدة بالمغرب وتقاليده، حدثنا عن هذه العلاقة؟ وهل تفكر في زيارة المغرب قريبا؟ شمعون: أحب الشعب المغربي بشكل مميز، حبيبتي ايفا من أصل مغربي ومن مدينة فاس بالضبط، تجيد إعداد المأكولات المغربية. أؤكد أننا نحتفل بشكل مميز ومشابه للاحتفالات التي توجد في المغرب، مثلا الاحتفال بعيد الفصح والميمونة، ومراسم الأعراس تشبه طقوس الاحتفال المغربية. صديقتي تجيد إعداد الطبخ المغربي (من سلطات مغربية والسمك المغربي والكسكس..)، لذلك أقول هلنا تقارب وحب مميز للشعب المغربي، وهناك تقارب كبير بيننا. نتمنى أن تنمو هذه العلاقات أن تزدهر ودارنا داركم، وأتمنى أن نزور المغرب قريبا بعد زوال الجائحة. مرة أخرى نشكر موقع "كود" على الاستضافة. وأعيد للحديث عن صديقتي المغربية، لديها أبناء عائلة في المغرب، في فاسوالرباط، والدها لحام في المغرب وكانت له ملحمة في الحي اليهودي بفاس، وقد زارت المغرب عدة مرات وتحكي لي بأن المواقع السياحية والاثرية مميزة في كل أنحاء المغرب، واتطلع للقيام بجولة سياحية في المغرب.