أشاد المبعوث الأمريكي الخاص بمراقبة ومكافحة معاداة السامية، إيلان كار، ب"رؤية السلم" التي يتبناها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إطار التقدم المحرز نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأوضح السيد كار، في كلمة له بمناسبة لقاء افتراضي، عقد مؤخرا، وتميز بتوقيع مذكرة تفاهم بشأن مكافحة معاداة السامية والإسلاموفوبيا مع جمعية "ميمونة"، أن رؤية جلالة الملك تقوم على "المودة بين اليهود والعرب وبين الديانتين الإسلامية واليهودية". وتهدف مذكرة التفاهم هذه، التي وقعها السيد كار ومؤسس ورئيس جمعية "ميمونة"، المهدي بودراع، أساسا، إلى "بلورة وتنفيذ برامج تهدف إلى تعزيز الاحترام المتبادل والتقدير والتعايش بين العرب واليهود ودولهما، وبين جميع الأديان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وبموجب هذا الاتفاق، يمكن لهذه البرامج أن تنبني على المناهج الدراسية في المغرب، أول دولة في المنطقة تدرج التاريخ والثقافة اليهوديتين في كتبها المدرسية. من جانبها، أشارت سفيرة جلالة الملك لدى الولاياتالمتحدة، للا جمالة العلوي، إلى أن "هذه الشراكة الجديدة تأتي في الوقت المناسب، وهي موضع ترحيب كونها تمد المجتمع المدني بالتزام حكومة المغرب الراسخ لصالح مكافحة معاداة السامية والاسلاموفوبيا وجميع أشكال الكراهية". وأكدت السفيرة أن "مذكرة التفاهم هذه تعزز أيضا الشراكة العميقة والعريقة القائمة بين بلدينا في مجال مكافحة جميع أشكال التعصب وتعزيز السلم والتعايش المتبادلين". وقالت السفيرة "إن الأمر يتعلق هنا بالتزام قوي من جانب صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يقود بإعطاء النموذج ويحافظ على إرث التسامح الذي خلده أسلافه". من جهتها، أبرزت نائبة المبعوث الأمريكي الخاص بمراقبة ومكافحة معاداة السامية، إيلي كوهانيم، "التاريخ العريق للطائفة اليهودية المغربية". وقالت كوهانيم إنه "بفضل ريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أصبح التراث اليهودي المغربي يدرس في المدارس، وتم تشييد مركز مخصص للثقافة اليهودية في الصويرة". وأضافت أن "توقيع مذكرة التفاهم هذه ليس مخصصا فقط احتفاء بماضي المغرب اليهودي، بل كذلك لبناء مستقبل من التناغم والتسامح للأجيال القادمة كافة". وخلال هذا اللقاء الافتراضي، أكد المدير التنفيذي لاتحاد السفارديم الأمريكي، جيسن كَوبرمان، أن مذكرة التفاهم هذه تمثل "خطوة مهمة جديدة"، وتبرز "العمل الحيوي لجمعية "ميمونة" لمواصلة تكريس الاستثناء المغربي في عالم يشهد فيه التعصب تناميا مستمرا". ويتم إذكاء هذا الوعي في صفوف الناشئة، بشكل خاص، من خلال "أيام التراث اليهودي المغربي"، وكذا من خلال الأنشطة البيداغوجية الموجهة أساسا لتلاميذ السلك الثانوي.