ما زال الموقف الرسمي للعدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي، بعد صدور الديوان الملكي بخصوص اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، يستقبل بالمزيد المواقف المتباينة. ففي تصريح خص به «كود»، قال رشيد لزرق، الخبير الدستوري وأستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل في القنيطرة، إن «البيجيدي» في المحطات المفصلية، يميل بنحو جارف للبراغماتية، وتغليب مصالحه الفئوية وامتيازاته، على حساب المبادئ التي يرتكز عليها خطابها السياسي والدعوي. وأوضح الخبير الدستوري أن «إصدار الحزب بلاغا يعرض فيه موقفا عموميا فضفاضا كان متوقعا، بعدما يطلب الإذن بالسماح له بالتعبير عن مشاعره ومواقفه، ودائما تحت سقف البقاء في الحكومة، وتحت مظلة الدستور والقانون». وأشار إلى أن «العدالة والتنمية لن يتزحزحوا عن تحالفهم المنسوج بخيوط المصالح وحساباتها الدقيقة، التي تجعله غير مستعد في الدخول بوارد المقامرة بها نظير موقف هنا أو بيان يصدر هناك، أو التخلي عن مصالح وامتيازات أعضائها التي راكمتها عبر سنوات من قيادتها للحكومة…»، وزاد موضحا «هنا يمكن أن يطرح اخوان العثماني الأيديولوجيا جانبا، ولو لبعض الوقت، علها تكون (موجة وتمر)». وكانت الأمانة العامة للعالة والتنمية أصدرت، مساء أمس السبت، بيانا، أشارت فيه إلى أن «عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة». وذكر بمواقفه «الثابتة من الاحتلال الصهيوني وما يقترفه ضد الشعب الفلسطيني من جرائم تقتيل وتشريد وعدوان على المقدسات، وفي مقدمتها الاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى ومصادرة أراضي الفلسطينيين، وإنكار حق العودة في خرق سافر لكل المواثيق والقرارات الدولية ومحاولاته تطبيع علاقاته واختراق المجتمعات الإسلامية». كما اعتبر الحزب أن الإعلان الرئاسي الأمريكي الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء يعد «إعلانا هاما يؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ويفتح آفاقا جديدة لتقوية الموقف المغربي في الأوساط الدولية، ويزيد من عزلة خصوم الوحدة الترابية، ويسهم في مواجهة مؤامراتهم التي تهدف إلى التشويش عليها». وتابع أن «تعبئة الحزب وراء جلالة الملك وقيادته الحكيمة من أجل ترسيخ سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ودعم مسار التصدي لمناورات خصوم الوحدة الترابية وإنجازات الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالته».