ما فتئت علاقات الجوار والتعاون والصداقة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا تتطور وتتقوى في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك بفضل الرغبة القوية والإرادة الراسخة للبلدين حيال تعزيز وتوطيد شراكة استراتيجية على أساس مبدأ رابح رابح. ويستعرض وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، الذي يقوم بزيارته الرسمية السابعة للمغرب منذ يونيو 2018 في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء (ومع)، نقاط القوة التي تميز هذا التعاون الذي يرتكز على الثقة المتبادلة وعلى أسس متينة. 1 – ما هو الهدف من زيارتكم للمغرب التي تأتي قبل أسابيع قليلة من الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا المقرر عقده في 17 دجنبر في الرباط ؟ – إن زيارتي للمغرب قصد الالتقاء بنظيري المغربي عبد الوافي لفتيت تهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات الممتازة بين الوزارتين، والتي هي انعكاس للوضع الصحي الجيد الذي يميز العلاقات بين المملكتين كبلدين جارين وصديقين. هذه هي الزيارة الرسمية السابعة التي أقوم بها إلى المغرب للقاء الوزير لفتيت منذ يونيو 2018، عندما توليت حقيبة وزارة الداخلية في الحكومة الإسبانية، وهذا الرقم يعكس بوضوح أن المغرب هو شريك يحظى بالأولوية بالنسبة للحكومة الإسبانية. 2 المغرب وإسبانيا يجمعهما تعاون مثمر في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب وتهريب والاتجار في المخدرات والجريمة المنظمة، كيف تقيم إسبانيا الوضع الحالي لهذا التعاون ؟ – تقوم الحكومة الإسبانية ووزارة الداخلية بتقييم إيجابي للغاية للوضع الحالي للتعاون والتنسيق مع السلطات المغربية، لاسيما مع وزارة الداخلية المغربية. وهذه العلاقة الوثيقة والسلسة تؤتي ثمارها في عدد كبير من المجالات لفائدة مواطني البلدين. إن وزارة الداخلية الإسبانية لديها الإرادة الراسخة للحفاظ على هذا العمل المشترك على نفس مسار الثقة المتبادلة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة. 3 تحافظ الأجهزة الأمنية في البلدين على تعاون وثيق مكن من القيام بعمليات مشتركة، لاسيما فيما يتعلق بتفكيك الخلايا الإرهابية في إسبانيا والمغرب. ما هي مرتكزات ودعائم هذا التعاون وكم عدد العمليات التي تم تنفيذها بين الأجهزة الأمنية في البلدين ؟ – تعتبر العمليات المشتركة بين قوات الأمن الإسبانية والمغربية في مجالات مثل مكافحة الإرهاب أو محاربة المنظمات المتورطة في جرائم خطيرة من أفضل الأمثلة التي تعكس التعاون الوثيق بين البلدين وكيف يؤدي هذا التعاون إلى تحسين أمن ورفاهية المواطنين الإسبان والمغاربة. إن هذا التعاون بين الأجهزة الأمنية يرتكز على أساس الثقة المتبادلة وعلى علاقات متينة ومستقرة. 4 – تمثل مكافحة الهجرة غير الشرعية جبهة أخرى من أوجه التعاون الثنائي. ما هو تقييم وزارة الداخلية لهذا التعاون وما هو الدور الذي يجب أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في هذا الإطار بالنظر إلى حقيقة أن المغرب أصبح أيضا وجهة للهجرة غير الشرعية ؟ – تدرك إسبانيا أنها تتقاسم مع المغرب ضغوطا قوية لتدفقات الهجرة، وهي ملتزمة بمواصلة تقوية وتعزيز التعاون والدعم المتبادل في هذا المجال. وفي السياق الحالي، يكتسي هذا التعاون والتنسيق أهمية خاصة، لاسيما فيما يتعلق بطريق ساحل المحيط الأطلسي ووصول المهاجرين غير الشرعيين إلى جزر الكناري. كما أن إسبانيا تدافع داخل الاتحاد الأوروبي على ضرورة إعطاء الأولوية للبعد الخارجي في سياسة الهجرة المشتركة ودعم وتعزيز التعاون مع بلدان المنشأ والعبور، وفي هذا المجال تؤكد إسبانيا على أهمية المغرب كشريك استراتيجي.