ما يؤسف في حالة نبيلة أنها مهما بالغت. ومهما توصلت إلى الحقيقة. ومهما قالت إن اللقاح المضاد لكورونا يستهدف التحكم في الشعوب. فنتيجتها في الانتخابات صفر. ومهما بحثت وادعت أنه يستهدف مراقبة سكان العالم. فلن تحصل إلا على صفر. ومهما كشفت المخططات السرية. ومهما قالت إن اللقاح فيه الرصاص. والحديد. والمعادن الثقيلة. ومهما فضحت خطورته على الصحة. ومهما أجرت من تجارب فلن تتجاوز في كل الحالات عتبة الصفر. ومهما اعتبرته قاتلا. فهي صفر. ومهما حكت عن الفيروس. ومهما قالت إنه ممزوج بالسيدا. فلن تنجح وسوف تحصل على صفر. ومهما قلدت الأفلام وقصص الخيال العلمي التي تردد مثل هذا الكلام. فستظل صفرا في صفر. وأي شخص يقترب منها يصبح بدوره صفرا. وكل شيء وأي حزب يتحالف معها يتصفر. وأي يسار تصيبه بالعدوى. هذه هي مأساتها السياسية. وتتمثل في كونها حاملة أصفار. ولو كانت ستربح من نظرية المؤامرة لقلنا هذه المرأة ذكية. ولو كانت ستتجاوز الصفر. ولو كانت ستستفيد من المؤامرات لقنا إنها مضطرة. وفي وقت تسود فيه الشعبويات. و يسود الإسلام السياسي. ويسود المخزن. وأحزابه. وتسود المحافظة. ويسود الجهل. فإنه سيكون من حقها أن تزايد هي الأخرى. وتلعب لعبتها. كنا سنقول هذا. ومن حقها أن تحكي كما يحكي "أيها الناس" في المقاهي. وفي صالونات الحلاقة. وفي الأسواق. وفي سيارات الأجرة. عن كورونا المؤامرة. وعن الفيروس الذي لا أثر له. وعن الذين أطلقوه كي يقلصوا عدد السكان في العالم. وكي يتخلصوا منا. ومن المسنين. كي يخلو لهم الجو. ولا ينفقوا عليهم. ولا يمنحوهم التقاعد. كنا سنقول من حقها أن تساير المغاربة البسطاء. وتستدرجهم إليها. ومن حقها أن تعبر عن هذه الفئة الكبيرة التي تشكك في المرض. وتقول إنه مصنوع صنعا. وتشكك في اللقاح. وذلك باستمالة هذا الفئة العريضة إلى حزبها. وجعلها تتعاطف مع الأيقونة. وتقتنع بخطابها. وتصوت لها. وتصفها بالأستاذة العالمة والعارفة بكل الخبايا. لكن لا شيء من ذلك حصل. ولم تجن من وراء ذلك إلا الفضيحة. وسخرية الناس. وهزء اليمين الرجعي. ولم تجن من وراء ذلك إلا أنها صارت موضوع للتندر. وكلما تقدمت خطوة إلى الأمام. وكلما نطقت بكلمة. وكلما أطلت برأسها. زادت أصفارها أصفارا. ودون مضايقة من أحد. ودون قمع. ودون حصار مفروض عليها. ودون رصاص. بل من تلقاء نفسها تقضي الأيقونة على نفسها. وتخسر أكثر مما هي خاسرة. لكن المحزن. أن لا أحد يهتم بنبيلة. ولا أحد يبالي بها. رغم كل علمها. ورغم كل هذا المجهود الذي تبذله. ولا أحد يصوت لها مهما قالت. وقد كان من الأفضل لها أن تظل مرشحة نخبة. ومرشحة "أقلية هائلة" من المغاربة. وأن تظل محترمة. وحداثية. ويسارية. وتطالب بالملكية البرلمانية. لكنها وبإصرار غريب. قررت أن تفقد كل المتعاطفين معها. قررت وبإرادة قوية منها أن تثبت للجميع أنها ليست كما كانوا يظنون. وأنها نبيلة أخرى. وأنها عالمة. وتفهم في الفيروسات. وفي من يقف خلفها. ومن يصنعها. ولأي هدف. وهذا هو المؤسف فعلا في حالة نبيلة منيب. ومها صارت شعبوية. ومهما روجت من نظريات مؤامرة. فإنها خاسرة دائما. وكلما زادت في منسوب "التعالم" تجد نفسها وحيدة. وأكثر عزلة. وصفرا. صفرا. صفرا. وكلما زادت في خرجاتها انفض الرفاق من حولها. وفغروا أفواهم. وتساءلوا ماذا أصابها. ولماذا هي مصرة كي تقضي علينا. ثم أين هو هذا اللقاح أين هو يا نبيلة منيب وفريه لنا يا عالمة ويا خبيرة ويا عارفة بكل المؤامرات وسنجعلك نحن الشعوب تتحكمين فينا وتجربيه فينا. وسنسمح لك بمراقبتنا. وسنصوت لك جميعا كلنا كل الشعوب في هذا الكوكب وفي أمريكا. وفي روسيا. وفي الصين. وفي الدارالبيضاء. يا أيقونة الكرة الأرضية يا رفيقة الخسران. يا قائدة العالم بعد فنائه.