دكتورة نبيلة. يا دكتورة. لا أصدق أنك أنت من كتب ذلك المقال التحفة الذي ظهر في موقع هسبريس. ولو أنك لم تنشريه في صفحتك الرسمية لقلت إنهم يتجنون عليك. روعة يا أيقونة. ويا لحظ اليسار بك. و بتحليلالتك. وكل يوم أتأكد أنك مستقبل اليسار في المغرب. والبديل الوحيد الممكن. ماهذا. ما هذا. وحرام أن يكون بيننا أشخاص بهذه الكفاءة ولا نستنجد بهم. قلت بداية هناك خطأ ما. قلت هذا إنشاء مدرسي. لكني تذكرت أن نبيلة منيب دكتورة. وتدرس في الجامعة. وافترضت تلميذة تنتحل صفتك. وتستعد للدخول المدرسي. وافترضتها مصدومة ومتألمة. مثلك تماما. من هذه الأحداث التي تقع. وأخذت قلما وأوراقا وكتبت عن "الضباع المفترسة التي تصطاد الفرائس الجريحة الأكثر ضعفا". وعن"تواطؤ البشر حتى لا نصفهم بالمواطنين" وعن المخطط الميكيافيلي (هكذا)" وعن"البؤساء". والنتيجة. ما هي النتيجة. النتيجة هي: "وهكذا اكتملت وصفة صناعة "الوحوش البشرية" بتواطؤ الاستبداد والرجعية، وحصلت الردة عوض النهضة، وانتشر البؤساء المنسيون والمعنفون في كل مكان ينشرون العنف والرعب والخراب كمن لم يعد له شيء يخسره وأصبحوا غرباء ضائعين في وطنهم". الله. الله. لقد أصابت الأيقونة كبد الحقيقة. ولو كنت معلما لمنحتها نقطة عشرة على عشرة في مادة الإنشاء. متغاضيا عن الأخطاء. لأنها تلميذة وأمامها وقت كي تتعلم. ومتغاضيا عن الخروج عن النص. وعن توظيف الخطاب الأخلاقي. لكني فعلا لا أصدق أنها هي. وهي زعيمة حزب وامرأة سياسية دورها الأساس أن تقترح وتجد حلولا آنية. وأنها الأيقونة التي يهلل لها رفاقها. ويصدعون رؤوسنا بفتوحاتها. والتي تنتمي إلى تجربة سياسية تضم عددا لا يستهان به من الأشخاص المحترمين. وأقول لا يمكنها أبدا أن تكتب ما كتبته. لا. هذا مستحيل. وكل يوم تفاجئنا الزعيمة. وتؤكد أن المشروع الذي تدافع عنه هو مشروع إنشائي. وأن كل ما يحدث في المغرب هو نتيجة تواطؤ بين الاستبداد والرجعية. بينما الأيقونة تتفرج من مكان عال وتطل على المغرب. وتكتب الإنشاء. ولا تتدخل أبدا. وهي بريئة ونقية وطاهرة ومناضلة ولا دخل لها. وتقدم النصائح والدروس. ولا تعاني أبدا من أي شيء. ولا تنتبه إلى رجعية كامنة في خطابها. الذي من فرط تردادها له. صار يفضحها. ويظهرها متناقضة. ومتفاجئة مثل أيها الناس. ومتألمة. ومتحدثة عن البؤساء. وعن "العجز والقرف"اللذين تشعر بهما. بينما الرفاق سعداء بأيقونتهم. منبهرون بتحليلها العميق. حتى أن بعضهم أصابته عدواها. وصاروا يشبهونها. وكل يوم وبعد كل تدخل جديد وبعد كل مقال أزداد اقتناعا بأن الأيقونة ظاهرة فعلا وأعجوبة زمانها وأن اليسار قادم وأن المخزن حاربها وأسقطها في الانتخابات لأنه كان على علم بخطورتها وبمقالها التاريخي هذا متحالفا في ذلك مع الرجعية. فواصلي. واصلي يا أيقونة. يا أملنا. وإنشاء آخر وسيختفي البؤساء وإنشاء آخر وسيتم تفكيك تحالف المخزن مع الرجعية الإسلامية وسيزول الفساد والاستبداد الله الله يا نبيلة عشرة على عشرة ومع توصية بالنشر في سبورة الحزب الحائطية وفي صحافة الحزب غير الموجودة الله الله ما أسعد الحزب الاشتراكي الموحد ما أسعد فيدرالية اليسار ما أسعدنا جميعا بالرفيقة نبيلة منيب وأتحدى أي زعيم يميني أتحدى أي زعيم إسلامي رجعي أن يكتب إنشاء كالذي كتبته الأيقونة أتحدى أي أحد يمتلك هذه النظرة الثاقبة والمعرفة العميقة بالشخصية المغربية وبأصل الداء كما تعرف ذلك نبيلة منيب وما علينا إلا أن ننتظر وصولها إلى السلطة وهزمها للمخزن والرجعية كي تتوقف الاعتداءات على النساء وكي تتوقف الجرائم وبما أن ذلك غير ممكن في الوقت الحالي. وفي القرون المقبلة. فما علينا إلا أن نتمتع بمقالاتها ونقول برافو يا أيقونة برافو يا نصيرة البؤساء. فالعالم كله تألم وشعر بالقرف وهو يقرأ مقالك الذي حاول الاستبداد حجبه والتعتيم عليه بتواطؤ مع الرجعية لكنه وصل وهو الآن في قلوب كل الأحرار والشرفاء ويحفظونه عن ظهر قلب.