تحقيق يميط اللثام على سر تحويلات مالية غامضة بين عملاق النفط السعودي "أرامكو" وشركة "بتروبراس" البرازيلية، إذ تفوح منها شبهات الفساد. في هذا التحقيق الاستقصائي حاولت سجى مرتضى تتبع آثارها ومساراتها. وتشير البيانات التي حصلت عليها BuzzFeed News وشاركتها مع "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" و"أريج" وشركاء إعلاميين آخرين، إلى مجموعة من المعاملات المشبوهة بين شركة النفط البرازيليّة العملاقة "بتروبراس" وشركة النفط السعوديّة "أرامكو" بين عامي 2014 و2016. هذه المعاملات، الواردة في تقارير الأنشطة المشبوهة (SAR)، قدمها "دويتشه بنك" إلى شبكة إنفاذ الجرائم الماليّة التابعة لوزارة الخزانة الأميركيّة (FinCEN). هذه التقارير، ليست دليلاً على ارتكاب مخالفات، لكنها تعكس وجهات نظر الهيئات الرقابيّة التابعة للمصارف، المعروفة باسم "موظفي الامتثال"، والذين يبلغون عن المعاملات التي تحمل تساؤلات تستحق مزيداً من التدقيق. لماذا "بتروبراس"؟ قدم تقرير النشاط المشبوه (SAR) إلى شبكة إنفاذ الجرائم المالية (FinCEN) من قبل "دويتشه بنك"، بسبب "العثور على معلومات سلبية عن شركة Petroleo Brasileiro SA (بتروبراس Petrobras) بشأن مزاعم رشوة وفساد وغسيل أموال"، وفقاً للوثيقة المسجّلة بتاريخ 18 كانون الأوّل/ ديسمبر 2014. رَدّ المصرف الحكومي الذي تتعامل معه "بتروبراس"، Banco do Brasil على استفسار "دويتشه بنك"، بالقول إنه "لم يحدد أيّ مشاكل قد تعطي سبباً للشك حول الغرض من هذه المعاملات"، وفقاً للتقرير. وأشار "بانكو دو برازيل"، إلى أنه لا يمكنه إبلاغ "دويتشه بنك" بأيّ شيء آخر حول مزاعم الرشوة والفساد المحيطة ب "بتروبراس"، وأنّ كل ما يعرفه المصرف هو الأخبار التي نشرتها الصحافة والشركة النفطيّة الكبرى، على مواقعها على الإنترنت. وأضاف البنك: "لذلك، ليس لدينا أيّ رأيّ حول الحقائق"، بحسب تقرير النشاط المشبوه. اللافت، أنّ المدير العام السابق لكل من "بتروبراس" و"بانكو دو برازيل"، آلديمير بندين، اتُهم في عام 2018 ضمن فضيحة "غسيل السيارات"، بتبييض الأموال وباستغلال منصبه للحصول على رشاوى، حيث حُكم عليه بالسجن 11 عاماً.