أعلن تنظيم داعش ليلة اول أمس عن قتل ما لا يقل عن مائتي جهادي من فرع القاعدة في منطقة الساحل خلال الاسابيع الماضية، و كانت بوادر الازمة بين الطرفين قد ظهرت أواخر أبريل الماضي، و إطلعت وكالة الأنباء الإسبانية إيفي حينها على رسالة صوتية أرسلها القيادي في داعش في مالي عبد الحكيم الصحراوي (ببا سمبو) الى الرجل الثاني في القاعدة هناك أمادو كوفا يحثه فيها على اهمية منع اندلاع مواجهة وشيكة بين الطرفين بعدما قتلت القاعدة عناصر انشقت من صفوفها للإلتحاق بداعش، بعد شهر و نصف من ذلك التاريخ وقعت مواجهات بين المنظمتين الارهابيتين في جنوبمالي، شمال بوركينافاسو وشرق غانا و قُتلت الحصة الأكبر من جهاديي القاعدة في هجوم بسيارة مفخخة نفذتها ضدهم داعش في منطقة بيلا الواقعة في اقليم سيكاسو، على الحدود المالية البوركينابية. وتنظر داعش الى القاعدة بإعتبارها جماعة من المرتدين عن الإسلام، و أنهم كان أولى لهم مبايعة داعش لأن زعيمها حاز الولاية الكبرى و له ولاية عامة على جميع الجهاديين. و يحمل الصراع في الساحل بُعدا اثنيا كذلك، فمثلا الارهابيون الذين ينشقون عن القاعدة للانضمام الى داعش هو من إثنية الفولان الذين يشعرون بأنفسهم أقرب الى الزعامات البوركينابية لهذه المنظمة، بينما الطوارق هم المهيمنون داخل القاعدة و هم خصم تاريخي للفولان.