"نهيب بشعبنا العزيز ألا يقيم شعيرة ذبح أضحية العيد في هذه السنة للضرورة"، هكذا خاطب الملك الحسن الثاني المغاربة من خلال رسالة تلاها وزيره في الأوقاف الراحل عبد الكبير العلوي المدغري، معلنا إلغاء عيد الأضحى سنة 1996، بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد سنة 1995، ليتم الإعلان حينها عن مرور المغرب من "سنة كارثة وطنية" بسبب ندرة التساقطات المطرية. بحال 96، اليوم المغرب كيمر من ظروف اقتصادية وصحية صعبة، بسبب جائحة "كورونا" التي ضربت العالم، مما قد يهدد ب"الغاء" شعيرة عيد الأضحى، خصوصا في ظل الجمود الاقتصادي الذي تعرفه المملكة، إضافة إلى "توقف" نشاط الفلاحين والكسابة بسبب حالة الطوارئ. وعلى غرار المدن، دخلت عدد من القرى والأقاليم في التطبيق التام لحالة الطوارئ الصحية، التي ستستمر إلى 20 ماي (مع إمكانية تمديدها بسبب تسجيل المئات من الإصابات بفيروس كورونا بشكل يومية)، حيث اضطر "الكسابة" بدورهم إلى عدم الخروج والإبقاء على المواشي داخل الحظيرة. وأجبرت حالة الطوارئ، خصوصا في الأرياف، عدد من الأنشطة الفلاحية الموسمية على التوقف، ومن ضمنها تربية المواشي، حيث أن منع التنقلات خارج المنزل والحقل أثر بشكل سلبي على الماشية. وعلى غير المعتاد اضطر عدد من الفلاحين في سوس، على البقاء في المنازل، بسبب "الجفاف" وقلة التساقطات المطرية أولا، وثانيا تطبيقا لحالة الطوارئ الصحية خوفا من أي مكروه قد يصيبهم. الكسابة خلاو البهايم ف الحظيرة، رغم التكلفة الباهظة لهادشي، واش يقدرو يصبرو؟ فلاح قال ل"كود" :"المستقبل غامض وحتى الأضحية موحال واش تكون واجدة مزيان كيف السنوات لي دازت". وعرف ثمن المواشي قبل دخول "كورونا" إلى المغرب انخفاضا في الأثمنة بشكل مهول، إضافة إلى تكلفة الأعلاف التي ارتفعت وضعف التساقطات المائية. وفي شهر فبراير من هذه السنة، تنامت ظاهرة بيع المواشي والأبقار بشكل "أغرق" الكثير من الأسواق الأسبوعية وجعل قيمتها تتراجع بشكل كبير عن أسعارها الحقيقية نتيجة ارتفاع العرض مقابل الطلب، وهو يطالب ما يتسبب في أضرار مادية للكسابة ومهنيي هذا القطاع. فهاد الوضع كولشي كيتساءل :" واش المغرب غادي يلغي عيد الأضحى هاد العام"؟.