دفع تزامن الجفاف مع جائحة كورونا واقتراب عيد الأضحى العديد من الفعاليات السياسية والمهنية إلى مساءلة الإجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ضمن آليات حماية وإغاثة الماشية بعد التراجع الكبير في التساقطات الذي يعرفه المغرب للسنة الثالثة على التوالي. وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، أعلن مارس الماضي عددا من "الإجراءات الآنية التي تهم حماية وإغاثة الماشية، في ظل موسم فلاحي طبعه نقص في التساقطات المطرية"، معلنا أن وزارته "خصصت في مرحلة أولى غلافا ماليا يبلغ 55 مليون درهم، أي 5.5 مليارات سنتيم، للإجراءات الآنية لحماية وإغاثة الماشية". وفي وقت أشار وزير الفلاحة إلى أنه "تم البدء بالعمل على تنفيذ المخطط على مستوى المديريات الجهوية"، أضاف أنه "سيتم تخصيص غلاف مالي يبلغ 211 مليون درهم لاقتناء أكثر من 1.2 مليون قنطار من الشعير". ويرتقب أن يستمر برنامج توزيع الشعير إلى غاية شهر يونيو. وفي هذا السياق يطالب المهنيون بدعم "الكسابة" من طرف الوزارة عقب منع أسواق الماشية، مشددين على أهمية تكثيف إحداث نقط جلب الماء بالمناطق المتضررة من قلة التساقطات المطرية وشح الموارد المائية. المطالب التي سبق أن وضعت على طاولة الوزير أخنوش من طرف مسؤولي الغرف الفلاحية دعت إلى التدخل لمراجعة نظام التضريب الفلاحي الذي يشكل خطرا على القطاع الفلاحي، منادية بفتح خط استعجالي للقروض بفائدة منخفضة للفلاحين. من جهة ثانية أثار نواب فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب المعاناة المزدوجة للفلاح المغربي من الجفاف ومن تداعيات خطة الطوارئ الصحية، مؤكدين أن "الفلاح المغربي يعاني معاناة مزدوجة في الآونة الأخيرة، سواء من حيث الإنتاج أو من حيث التسويق". وسجل فريق "البيجيدي" أن "هذا الوضع يستوي فيه 'الكسابة' والمزارعون، وذلك نتيجة وضعية الجفاف التي تعيشها المملكة، وتداعيات خطة الطوارئ الصحية"، معتبرا أن "المعاناة واحدة لدى أصحاب وحدات إنتاج الدجاج و'الكسابة' ومربي النحل وأصحاب الضيعات والأراضي الزراعية وغيرهم، وهي ارتفاع تكلفة الإنتاج وضعف إمكانيات التسويق". وفي مقابل تأكيد فريق العدالة والتنمية على ضرورة اتخاذ إجراءات قصد دعم الفلاح المغربي في الظروف الحالية، يرى البرلماني بلعيد أعلولال، المنتمي إلى الفريق نفسه أن "الاستعدادات لعيد الأضحى برسم هذه السنة تأتي في ظرفية صعبة مع انتشار جائحة كورونا"، مضيفا: "يتخوف الفلاحون 'الكسابة' من استمرار الوضع على ما هو عليه لأسابيع أخرى". واعتبر البرلماني المذكور أن "حالة الطوارئ الصحية ساهمت بشكل كبير في ضعف القدرة الشرائية ل'الكسابة'"، مطالبا بتدابير عملية تهم عيد الأضحى بالشكل الذي يوازن بين متطلباتهم والقدرة الشرائية للمستهلك المغربي.