سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جايحة “كورونا” ردات ذاكرة المغاربة للتاريخ لكحل للأوبئة والجوع فالمملكة. دكدكات فيه لبلاد بالجفاف وبوكليب والطاعون وشي ولا ياكل فيه شي وتحدصات فيه رواح كثيرة
جايحة “كورونا” ردات ذاكرة المغاربة للتاريخ للكحل للأوبئة والجوع في المملكة. فبمجرد إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس “كوفيد – 19” وباء عالميا قفزت إلى ذهن المغاربة “السنوات العجاف” التي شهدت سقوط آلاف القتلى بعدما تكالب الجفاف والمرض على أجدادهم. وأول تاريخ استحضرته الذاكرة هو (1737-1738). فخلال هاتين السنتين ضربت المغرب مجاعة عظمى، إذ انشترت الفتن ونهب الدور وكان الموتى يتساقطون في الشارع دون أن يستطيع أحد دفنهم. وفيما كان الوضع يزداد، جاء الجراد ليعمق من محن المغاربة بزحفه على الحقول مهلكا ما تبقى من نباتات كان يقتات منها الجوعى. ثم جاءت بعد ذلك “المجاعة الكبرى” (1776 -1781)، وخلالها أكل الناس “الجيفة والخنزير والآدمي”، وهلك أكثر المغاربة. غير أن هذه الأزمات بدأت تطل بأسوأ سيناريوهاتها ابتداء (1817 و1818). فخلال هذه الفترة جاء الجفاف مصحوبا مع وباء الطاعون”، لتضرب الأزمة المدن والأرياف، حيث كان يقتات على الحشائش ويسقط ما بين 10 إلى 15 ضحية في اليوم في الطرقات العامة بفرط الجوع. وتكرر هذا السناريو المرعب سنوات أخرى، حيث قلت المؤن وزحف الجراد وخيم شبح المرض، قبل أن يأتي “الطاعون” ليخلف أضعاف ما خلفته المجاعة. فبعد ظهوره ما بين 1798 و1800، اكتسح الوباء البلاد وأفنى حياة الآلاف بها. وكانت الحصيلة الأكبر بفاس، حيث توفي 65 ألف مغربي، بينما سجلت ثاني أثقل لائحة وفيات في مراكش، حيث لقي 50 ألف شخص مصرعه. ورغم ما عاشه المغاربة من مآسي وأحزان خلال هذه الفترة من تاريخ المملكة، إلا أن الأعوام التي تلتها لم تكن بدورها رحيمة بهم. ففي سنوات 1834، و1854، و1858، و1868، و1878 ضرب وباء “الكوليرا” المملكة. ففي دجنبر 1834، أعلن رسميا عن دخول الريح الأسود، الذي لقبه المغاربة ب “الوحش” و “بوكليب”، إلى فاس ومكناس ونواحيهما عبر الحدود الشرقية للممكلة. وكانت المرحلة الثانية منه هي الأعنف، إذ كان يسقط في فاس لوحدها ما بين 300 و400 ضحية في اليوم الواحد، ما أثار هلع الناس الذين عادوا يهجرون ديارهم هروبا إلى الحواضر، إلا أن الموت كان يترصدهم بين دروبها، يروي المؤرخ المشرفي في “أقوال المطاعين” “فكان البدوي يأتي إلى للحاضرة فلا يرجع لأهله إلا ميتا محمولا على الدواب” ويضيف أن “ابن مولانا أمير المؤمنين (محمد ابن السلطان عبد الرحمان) بعث يوما لحصاد الزرع نفرا كثيرا مات منه 40 رجلا وفي يوم واحد”. ورغم جسامة الأضرار الديمغرافية لتوالي “هذه الأزمات، استطاعت البلاد تعويضها على المدى المتوسط، نظرا للارتفاع المهم في نسبة الولادات في بداية القرن التاسع عشر، ناهيك عن الرخاء الزراعي ووفرة المحاصيل خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر، وغياب الأوبئة.