يمر حزب “الأصالة والمعاصرة”، من مرحلة استثنائية خصوصا في ظل المحاولات الحثيثة التي يقوم تيار “نداء المستقبل” المدعوم من كوادر الحزب، الداعية إلى القطيعة مع مرحلة التأسيس، أي المرحلة التي جاء فيها البام لمحاربة الاسلاميين. ويقود عبد اللطيف وهبي، المرشح الأبرز لخلافة بنشماش، والمدعوم من فاطمة الزهراء المنصوري وأحمد اخشيشن ومحمد الحموتي، حملة “القطعية” مع مرحلة “محاربة الإسلاميين”، حيث أعلن في أكثر من تصريح، مراجعة هوية الحزب عبر تشكيل تحالفات مع حزب العدالة والتنمية، كما جرى في انتخابات جهة طنجةتطوانالحسيمة بعد استقالة الياس العماري، عراب “المواجهة مع الاسلاميين”. ومن خلال البروفيلات المرشحة لخلافة حكيم بنشماش على رأس الأمانة العامة ل”البام”، فإن متتبعون يرون أن “الشخص القوي والقادر على خلق دينامية جديدة في البام هو عبد اللطيف وهبي”، نظرا إلى عدة مؤشرات، يمكن تلخيصها في ثلاثة مؤشرات. أولا: يملك وهبي شخصية “تواصلية” منقعطة النظير، قادر على تحريك مياه السياسة الراكدة، وهو الأمر الذي يحتاج البلد في هذه المرحلة، في ظل وجود نخبة “سياسية” صامتة أحيانا وعاجزة أحيانا أخرى في اتخاذ الموقف المناسب. ثانيا: حاجة المغرب إلى انفراج سياسي وحقوقي عبر إطلاق سراح معتقلي الرأي والاحتجاجات (بوعشرين، المهداوي، نشطاء حراك الريف…)، وهو المطلب الذي رفعه وهبي منذ مدة، بل أعلن في ندوة صحافية بأنه “في حالة فوزه بمنصب الأمين العام، سيطلب من الملك عند استقباله بالعفو عن معتقلي الحراك”. ليس هذا، بل وهبي له حس حقوقي، ترافع على عدة قضايا لها علاقة بالجانب الحقوقي، دون أن نستثني الخرجات الإعلامية القوية التي سجلها في قضايا عدة ومن ضمنها “معتقلي حراك الريف، قضية بوعشرين..”. ثالثا: يعتبر وهبي من جيل السياسي الذي ظهروا بشكل قوي في فترة زعماء سياسيين بصموا في الصراع الحزبي والسياسي بالمغرب، ومنهم عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، والذي يزوره باستمرار، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام الحالي لحزب “التقدم والاشتراكي”، والياس العماري، الأمين العام السابق، حيث يعتبر وهبي أبرز معارض له في تلك الفترة التي اتسمت ب”خضوع” قادة البام للعماري. إعلاميا وسياسيا وحقوقيا، وهبي أفضل بروفايل لحزب “أنهك” نفسه في حرب وظف فيها ضد ما يسمى ب”خطر الاسلام السياسي”، وهو الخطر الذي وصفه وهبي ب”الفزاعة التي نصب بها البام على الدولة”. المؤتمر سيد نفسه، غايقول كلمتو، القطع مع مرحلة وبدء مرحلة، أم البقاء في نفس المسار لي أدى إلى نتائج عكسية.