سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل كانت تغريدة عمر الراضي صغيرة وغير ناضجة فاختمرت اليوم! غالبا أن تلك التغريدة ضحية. ومعتدى عليها. ولا تستحق ما يقع لها. وغالبا أنها لم تعد تتذكر محتواها. بينما صاحبها هو المقصود
بعض التغريدات يلزمها وقت حتى تصبح موجبة للاعتقال والمحاكمة. وفي البداية تكون موجبة للاستدعاء فقط. تكون صغيرة. تكون غير ناضجة. ويخبئونها. ويخزنونها. ويحتفظون بها في درجة حرارة مناسبة. ويضعونها في القبو. وفي براميل. ويحدبون عليها. ويربتون. ويطبطبون عليها. حتى تختمر. ويخرجونها بعد ذلك جاهزة. فيسكبونها لصاحبها. فتقوده مباشرة إلى السجن. وغالبا أن تدوينة عمر الراضي من هذا النوع. حيث ظهرت قبل أشهر. ولم تختمر إلا يوم أمس. وحين أصبحت جاهزة. نادوا على عمر. وقال له تعال. تعال. لتر تغريدتك. تعال لنحاكمك بها. تعال لنسجنك بسببها . بعد أن اعتنينا بها. ووضعناها في الحاضنة. وفي بلدان شبيهة لنا يجمدونها. وهناك دول أقرب إلينا تخللها. ولكل طريقته وأسلوبه في هذا المجال. أما في وقتها. وحين كتبها عمر الراضي. ولا شك أنه كتبها في وقت متأخر من الليل. فإنها لم تكن خطيرة إلى هذا الحد. ولم يكن فيها تهديد. ولا إهانة. وكانت استدعاء فحسب. كانت تحذيرا لعمر الراضي. لكن التغريدات تتقوى. ويشتد عودها. وكلما تقادمت. وكلما تقدم بها العمر. صارت تلاحق صاحبها. وتتشبث به. وتتبعه طوال حياته. وربما ظهرت فيها كلمات أخرى. وربما. وبفعل عامل الزمن. اخترقتها جمل دخيلة. وجمل مدسوسة. تستلزم العقاب. وقد يظنها المتتبع العادي نفس التغريدة. لكنها ليست كذلك. بل تتحول. بل تنحرف. بل تكبر. بل هناك تغريدات تتحول إلى مجلدات. وإلى أعمال كاملة. وإلى صكوك اتهام. بل تصبح سلاحا ضد صاحبها. بل تصبح تغريدة لا علاقة لها بالأولى. تصبح عدوة لها. وهذا ما لم يقدر أحد على فهمه. والكل يتساءل لماذا تركوا عمر حرا طليقا إلى هذا الوقت. وهل أنجبت تغريدته تغريدة جديدة. وهل فسدت. وهل انحرفت. وهل تجاوزت حدودها. وهل حرضته. وقد كان مقبولا أن يساءل عمر الراضي عن تغريدته في إبانها. وفي الوقت الذي ظهرت فيه. وأن يتابع بسببها. لكن ليس الآن. ليس بعد أن مر عليها كل هذا الوقت. ما يجعلنا نشك في أن ما يقع لزميلنا هو لشيء آخر. أما تلك التغريدة فلا دخل لها. أما تلك التغريدة فقديمة ولم تعد نافعة لمحاكمته. وأنا أعرف عمر الراضي. ولو صبروا قليلا. ولو انتظروه في المنعطف. لمنحهم ما يريدون. ولأهداهم تغريدة أخرى أفضل. ومحينة. ومزيدة ومنقحة. وتؤدي مباشرة إلى السجن. أما تلك الموجودة. فهي قديمة. ومتهالكة. ومستهلكة. ولم تعد صالحة للاستعمال. ولم تعد اتهاما له. وصارت فضيحة للمغرب. ولكل الشعارات المرفوعة. فقولوا لنا ماذا فعل عمر الراضي صراحة قولوا لنا ماذا ارتكب ولماذا كل هذه السرعة في اعتقاله ومحاكمته. ولماذا تركتموه كل هذا الوقت حرا طليقا ولا أظنه سيبخل عليكم وامنحوه فقط بعض الوقت. ليقع في الفخ. فهو كريم. ويعطي بلا مقابل. وبشكل مجاني. وبلا حساب. ولا ينتظر مقابلا من النضال كما يفعل كثر. أما بهذه الطريقة. أما محاكمته و هو رهن الاعتقال بسبب تدوينة مضى عليها زمن. فإنه يجعلنا نشك ويجعلنا متيقين أن تلك التغريدة بريئة. وأن عمر الراضي فعل شيئا آخر. وليست هي السبب. وغالبا أنها ضحية. ومعتدى عليها. ولا تستحق ما يقع لها. وغالبا أنها لم تعد تتذكر محتواها. بينما صاحبها هو المقصود. ولذلك يجب إطلاق سراحها حالا. إلى أن يرتكب عمر الراضي خطأ يستحق عليه السجن. أما هكذا. أما كيفما اتفق. فلا يليق بدولة محترمة. وفيه ظلم كبير. وفيه اعتداء على صحفي. وفيه شعور كبير بالخوف لدى الجميع. كأن السلطة تربي التدوينات وتمنحها العلف لتستعملها في الوقت المناسب وهذا لم يعد يحدث في أي مكان وهذا لا يليق بدولة تبحث عن نموذج تنموي جديد وأي تنمية دون كرامة ودون إنسان مغربي يتمتع بالحرية ولا يشعر بالخوف ولا تتبعه تدوينة قديمة أينما ذهب. وتسجنه بأثر رجعي.