لا أحد يريد لصحافي أن يدخل السجن، ولا أحد يريد لصحافي في المغرب اليوم أن يمثل أمام القضاء إلا إئا كان الأمر لدواعي قانونية أو في إطار مواجهة مواطن تضرر من نشر هذا الصحافي لخبر كاذب مسه أو مس سمعته، ولا أحد كان يريد لعمر الراضي أن يذهب ضحية تغريدة طائشة بالفعل نشرها في صفحته الشخصية على تويتر يمكن القول إنها تغريدة لا معنى لها وأنها كانت مخطئة بالفعل لم يعبر عمر عن موقف، ولم يناقش الحكم الصادر عن القاضي الذي هدده في تغريدته مناقشة قانونية. لا، كل مافعله عمر هو أنه هدد القاضي بعد أن سبه ووصفه بالجلاد والجزار أنه سيأتي ذات يوم راكعا لكي يطلب الصفح ولكي يقول إنه كان ينفذ الأوامر فقط عمر تنبأ في تغريدته بعديد الأشياء وذهب بعيد في الخيال، وانتقل إلى مرحلة ممارسة القضاء الواقف والجالس مستقبلا حين قرر أن هذا القاضي الذي ذكره بالإسم سيأتي زاحفا يطلب الصفح والعفو هذه التغريدة ومع كل الاحترام اللازم تجاه من هو في حكم الزميل أي يمارس نفس المهنة التي نمارسها، تدوينة طائشة ولا معنى لها إطلاقا، ولجوء القاضي إلى العدالة لمواجهتها هو لجوء في محله جدا، وهذه يجب أن نقولها بكل الوضوح الممكن لأنها الحقيقة. الآن لا مفر من طرح السؤال: هل اعتقال عمر هو الحل؟ قطعا لا. عمر استوعب أنه ذهب بعيدا في لحظة غضبه ولذلك حذف تغريدته، ويفترض أن يلاقي هذا الحذف تصرفا مقابلا وأن يكتفي القاضي به، وأن ننسى هذا الموضوع عوض أن ندخل في نقاشات ما أغنانا عنها في اللحظة الحالية . نتمنى القليل من العقل من لدينا ومن لدى الآخرين، فالطيش في نهاية المطاف من الجانبين لن يجلب إلا الضرر للجميع