لا أحد من المغاربة أصبح يتابع القنوات المغربية ، و ذلك بعد التقدم الاعلامي الهائل الذي أصبحت تمتاز به العديد من القنوات العربية و الأجنبية ، في حين استقر إعلامنا في ذيل القائمة و انطبقت علينا القاعدة : ( لا قياس مع وجود الفارق ) كما يقول فقهاؤنا الأصوليون . لكني وبعد كل غياب طويل عن مشاهدة القنوات الوطنية ، يأخذني الحنين إلى معرفة منتوج بلادي ، فتهفو نفسي إلى مشاهدة قنواتنا الحبيبة ، لكن ما أصبح يثيرني فعلا في هذه القنوات هو حجم المسابقات و نوعها و كثرتها ، من مسابقات الأغاني إلى مسابقات المسلسلات مرورا بمسابقات المنتوجات الاستهلاكية ووصولا الى القمار في أحلى تجلياته مع اللوطو و الكينو و و و....
كل ما شاهدت تلك المسابقات ، أقدر أصحابها لحرصهم الشديد على تقديم الربح السهل للمواطن المغربي ، و أحترم فيهم مراعاتهم للفقراء و المحرومين و ذوي الدخل المحدود . أنا اليوم جاءتني فكرة عن مسابقة ، و أردت أن أعرضها على السيد وزير الثقافة ، و أعده أنها ستلاقي نجاحا منقطع النظير ، و ستجعل المغرب قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم ، علنا نرجع الأمل في الحلم الضائع ( 10 ملايين سائح ) و ها هي سنة 2011 على أبواب المغادرة . تتلخص الفكرة في إجراء مسابقة لانتقاء عدد من أصحاب الدخل المحدود الذين يحملون شهادة الاحتياج أو الضعف (حسب منطقة السحب) و ذلك لتعيينهم كتماثيل وطنية وعرضهم في متاحف المملكة مع إمكانية عرضهم في متاحف عالمية بغية اطلاع العالم على ثرواتنا الوطنية التي أثارت اهتمام العلماء والمثقفين وحيّرت الكثيرين منهم الذين يحاولون اكتشاف أسرار قدرة ذوي الدخل المحدود عندنا على البقاء أحياء رغم عوامل التعرية و الإهتراء والجيوب المثقوبة . وسيكون ملف الترشيح لكل متسابق يستلزم الشروط التالية :
1/ أن يوحي مظهره الخارجي أنه من ذوي الدخل المحدود . 2/ أن يكون حاصلاً على شهادة احتياج موقعة من طرف مقدم الحي . 3/ أن يكون صامتاً ( لا يفتح فمه مطلقاً) . 4/ أن يكون متزوجاً ولديه أكثر من زينة من الأولاد ( زينة تساوي 12 لمن لا يعرف الرياضيات المغربية ) . 5/ أن يكون ذو لباقة ولياقة عالية لأنه قد يتعرض لبعض المضايقات عند عرضه . 6/ أن لا يكون رأسه كبيراً حتى لا يوجع رأس أحد .
ملاحظة هامة:على كل الناجحين أن يرسلوا مقاساتهم بعد إعلان النتائج قصد تجهيز ( الفيترينات ) اللازمة لوقوفهم للعرض . و حظ سعيد للجميع .