حملت الانتخابات التشريعية ليوم الجمعة 25 نونبر نتائج جد متباينة بالمناطق الصحراوية والتي عرفت كما كان منتظرا أكبر نسبة مشاركة على الصعيد الوطني. أبرز ملاحظة يمكن استخلاصها من النتائج الأخيرة هي كون البرلمان الجديد يعرف تمثيلية واسعة لمجمل القبائل الصحراوية حتى تلك الصغيرة عدديا، وهو الشيء الذي خلف ارتياحا ملحوظا لدى غالبية المتتبعين للشأن السياسي بالصحراء.
ومن بين النتائج الصادمة التي خلفتها الاستحقاقات الأخيرة السقوط المدوي لقبيلة أولاد دليم بمعقلها مدينة الداخلة والاكتساح الانتخابي لأيت بعمران ممثلة في مرشح العدالة والتنمية والذي احتضنه سكان حي الوكالة الشهير والبعمراني الأخر حسن الدرهم الذي حافظ على مقعد الاتحاد الاشتراكي هناك والذي كان يشغله أخوه سليمان الدرهم.
قبيلة ازركيين غير راضية هي الأخرى عن نتائج الانتخابات والتي لم تحمل فوز أي من المنتخبين المنتمين إليها باستثناء الاستقلالي مولود علوات وصيف وكيل لائحة الميزان حمدي ولد الرشيد بمدينة العيون الذي حقق فوزا كاسحا لم تحققه جميع لوائح الميزان على الصعيد الوطني بحيث استطاع الفوز بمقعدين من أصل ثلاثة. مدينة طرفاية حملت هي الأخرى صدمة كبيرة لأزركيين حيث فشلت 6 لوائح ترأسها أبناء ازركيين في الحصول على مقعد في مدينة شاهدة تاريخيا على حضور أزركيين في المشهد السياسي بالصحراء و دورها المحوري فيه.
اندحار ازركيين في طرفاية فتح المجال أمام قبيلتي مجاط و لفيكات لدخول البرلمان في واحدة من المفاجآت التي خلفها الاستحقاق الاخير.
صدى الاكتساح الإسلامي للانتخابات على الصعيد الوطني تجسد في الصحراء من خلال فوز العدالة والتنمية بالمقعد الثالث بمدينة العيون وهو الشيء الذي فاجأ الكثير من المتتبعين.
بنفس مستوى المفاجأة تلقى المتتبعون خبر هزيمة قيدوم برلمانيي الصحراء الاستقلالي أبا عبد العزيز والذي استطاع ابن قبيلته وكيل لائحة الحركة الشعبية المهندس الشاب سيدي ابراهيم خيا إزاحته بعد التفاف أولاد تيدرارين حوله إضافة إلى أنصار التغيير ببوجدور والذين أطلقوا على يوم التصويت جمعة الرحيل في إشارة إلى التغيير الذي تشهده الدول العربية.
وفيما يتعلق بترتيب الهيئات السياسية في جهة الصحراء حافظ حزب الاستقلال على المرتبة الأولى ب 7 مقاعد، و تقدم الأحرار إلى الرتبة الثانية ب 5 مقاعد، متبوعا بالعدالة و التنمية و الاتحاد الاشتراكي ب 4 مقاعد لكل منهما.