يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، من 02 أبريل إلى 31 غشت المقبل، معرضا بعنوان ”ملح أرضي” تكريما للرسام الراحل حسن الكلاوي. ويقدم هذا المعرض مجموعة من أعمال الراحل المصممة وفقا لمسار استعادي من طرف ثورية الكلاوي، ابنة الراحل ومنسقة المعرض. ويقدم للزوار رحلة عبر الفترات المختلفة التي عبرها الفنان والمواضيع التي عالجها في أعماله. واستهلت ثورية الكلاوي تقديم مسار هذا المعرض بالخط زمني الذي يبرز أهم التواريخ والأحداث التي بصمت حياة أبيها، من ولادته، إلى مساره الأكاديمي، والتحاقه بباريس، ومعارضه الأولى، ونجاحاته، وعودته إلى المغرب، وكذا تكريسه كفنان ذي لمسة متميزة. وتحمل أولى المختارات الموضوعاتية للمعرض عنوان “الأعمال البواكر”، حيث تقدم أولى أعمال الفنان الراحل التي أنجزها في سن ال24، وهو لم يلتحق بعد بمدرسة الفنون الجميلة بباريس. وهذا لم يمنع حضور تأثير كبار الحداثيين في أعماله. وأوضحت ابنة الراحل أنها ”أعمال أنجزها بدون تدريب أو تكوين مهني”، مبرزة أن أغلبية الشخصيات تمثل مقربين من عائلته. وأكدت أنه على الرغم من أن الخيول بكل أشكالها كانت تيمة أساسية في رسوماته، ”إلا أنه رسم عددا كبيرا من الأعمال الأخرى، من بينها العديد من البورتريهات والطبيعة الميتة ومشاهد حميمية لأشخاص حوله”. وأضافت ثرية الكلاوي أنه تم إبراز هذه الطبيعة الميتة والبورتريهات الأسرية، التي تمثل بناته وأصدقاءه، في مسار هذا المعرض الذي يتميز كذلك بعلبة ذكريات تتضمن بعض الأدوات التي كان يستعملها الراحل في رسوماته. وبعد مجموعة من اللوحات المستوحاة من الإخوان فراتيلي اللذين التقى بهما الراحل، يمكن للجمهور أن يكتشف الموضوع المفضل لحسن الكلاوي وأن يتقاسم شغفه بالخيول والخيالة. من جهته، اعتبر مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، السيد عبد العزيز الإدريسي، “أن هذا المعرض المهم والذي طال انتظاره يحتفي بعمل الراحل حسن الكلاوي، أحد أهم الشخصيات في الحداثة الفنية المغربية”. ومن جانبه، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، السيد مهدي قطبي، “أن ثرية الكلاوي، التي رافقت حسن الكلاوي الفنان والإنسان، تقدم للزوار رحلة جميلة عبر الفترات المختلفة التي عبرها والمواضيع التي عالجها في أعماله”. وولد حسن الكلاوي سنة 1923 بمدينة مراكش، حيث أبدى صغيرا توجهه نحو الرسم. كان يرسم خلسة بمراكش لأن والده كان قد خطط له مسارا مختلفا. وستغير زيارة الجنرال كونراد جوديير مؤسس متحف الفن الحديث بنيويورك والوزير الأول البريطاني ونستون تشرشل لمدينة مراكش مصير الكلاوي خصوصا عند رؤيتهما لأعماله. وفي سنة 1952، التحق بباريس، وتسجل بدروس الرسم عند الأستاذ سوفيربي أستاذ الفنون الجميلة كما حظي بالقبول ليتابع دروس إميلي شارمي الرسامة المشهورة كتلميذ لمدة خمسة عشر سنة في الصباغة الزيتية. وعرضت أعماله في العديد من المعارض المرموقة في باريس، لندن، نيويورك، بروكسل واعترف بها دوليا، كما أن لوحاته تتواجد في أشهر المجموعات الفنية. وفي سنة 1965 استقر بصفة نهائية بالمغرب حيت عرض أعماله لأول مرة بالدار البيضاءوالرباط، ولقت نجاحا كبيرا. وتوفي الراحل بالرباط في 21 يونيو 2018