تعرف اليوم إسبانيا انتخابات تشريعية سابقة لأوانها وتتزامن مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي جلعت البطالة ترتفع الى مستوى 23'، وتبرز استطلاعات الرأي فوز الحزب الشعبي المحافظ بزعامة ماريانو راخوي بالأغلبية المطلقة، ويحاول هذا الحزب طمأنة المغرب بعد تخوفات الرباط من عودة اليمين للحكم في مدريد. ويتنافس الحزبان القويات الحزب الاشتراكي الذي يمثله وزير الداخلية السابق ألفريدو روبالكابا وليس رئيس الحكومة الحالية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو الذي سينسحب من الحياة السياسية، بينما يمثل الحزب الشعبي المحافظ، ماريا راخوي.
ويرغب الحزب الاشتراكي في تفادي أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخه بعدم الحصول على أقل من 120 مقعدا. في هذا الصدد، تمنح استطلاعات الرأي الحزب الشعبي الفوز بقرابة 15' كفارق عن الحزب الاشتراكي الحاكم. ويأمل الحزب الاشتراكي في تحريك ناخبيه والمتعاطفين معه والذين لم يحسموا لمن سيصوتون والذين ينتقدون الحزب لكونه لم يكن في مستوى مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي جلعت البطالة تصل الى 23' تقريبا، وهي الأعلى من نوعها في دول الاتحاد الأوروبي. وتتزامن هذه الانتخابات والانتفاضات العربية التي تجري في أكثر من دولة. وإذا كانت سياسة الحزب الاشتراكي الحاكم معروفة وقد طبق جزء منها مثلا دعم التدخل العسكري في ليبيا ومطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل، فالحزب الشعبي أكد في برنامجه الانتخابي ما يلي: 'الثورات في شمال إفريقيا تشكل فرصا وتطرح غموضا. واسبانيا ستتولى مسؤوليتها في مساعدة وتعزيز الديمقراطية في البحر الأبيض المتوسط في إطار السياسة الأوروبية المتجددة بشأن الجوار، وسنعمل على تطوير خطاباتنا مع الدول العربية.'
وتساءل المراقبون عن سياسة الحزب الشعبي تجاه المغرب مستقبلا، لاسيما وأن العلاقات بين الرباط واليمين في الحكم تميزت خلال السنوات الأخيرة، أي خلال تواجد خوسي ماريا أثنار في الحكم بتوتر شديد من فصوله أزمة جزيرة ثورة في مضيق جبل طارق التي كادت أن تدخل البلدين في مواجهة عسكرية.
ولم يتطرق الحزب الشعبي في برنامجه الانتخابي الى ذكر المغرب، ويرى الخبراء أن ذلك بمثابة رد على قرار الرباط على عدم توجه دعوة الى ماريانو راخوي للمغرب علما أنه يوجد تقليد يتجلى في استقبال ملك المغرب لزعيم المعارضة الإسبانية.
وفي حوار مع جريدة 'الباييس' الخميس، لم يؤكد ماريانو راخوي اختيار الرباط كوجهة خارجية أولى به، إذ هناك تقليد يحترمه رؤساء الحكومات الإسبانية باختيار المغرب كمحطة خارجية أولى وفي المقابلة نفسها وفي رده على سؤال حول المغرب، قال 'أرغب في علاقات جيدة مع المغرب، نحن جيران وسنبقى جيران.
خلال هذه الولاية التشريعية وقعت مشاكل مع المغرب وسوء تفاهم. فالمغرب دولة حققت تقدما في مجال حقوق الإنسان ويحاول تحقيق تقدم اقتصادي وهذا مهم للغاية'.
وكانت جريدة الباييس قد نشرت الأربعاء الماضي ربورتاجا تبرز فيه تحوف المغرب من عودة اليمين للحكم في اسبانيا.
في هذا الصدد، صرح مصدر مقرب من الحزب الشعبي لصحيفة 'القدس العربي'، 'المغرب بلد جار واستراتيجي لإسبانيا، وسنعمل على تطوير العلاقات بشكل جدي وهادئ، ولكن ما تم توقيعه بين الرباطومدريد من اتفاقيات في مختلف المجالات أو ما سيتم توقيعه مستقبلا على البلدين احترامه بالكامل'.