أكد الأديب الجزائري، واسيني الأعرج، مساء اليوم السبت بالدارالبيضاء، على أن القراءة تشكل العتبة الأولى للإبداع والكتابة لدى الأجيال اللاحقة، حتى ولو كانت في البداية من باب التقليد. وأوضح الكاتب الجزائري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش ندوة أدبية تحت عنوان “تحديات القراءة الأدبية في العالم العربي”، أن القارئ في بداياته يقرأ كتبا كثيرة لكتاب متعددين، لكنه مع تقدم خبرته القرائية يجد نفسه ميالا لأسلوب كاتب معين استطاع أن يعبر عن شخصيته أو أحاسيسه، مضيفا أنه يمكن أن يذهب بحد الكتابة إلى تقليد كاتبه المفضل، إلى أن يجد طريقه. وأبرز الأستاذ الجامعي في جامعتي الجزائر والسوربون، أنه لا يتفق مع الرأي الغالب حول العزوف عن القراءة بشكل عام، معتبرا أن الأمر يتعلق في السنوات الأخيرة بانحراف القراءة نحو مسلك آخر أكثر نظاما من المسلك الفوضوي، حيث يبدأ القارئ بحصر توجهه نحو مواضيع معينة تجيب على تساؤلاته ورغباته. وتابع صاحب رواية “أصابع لوليتا”، أن القراءة أصبحت متخصصة ودقيقة أكثر، ومتطلباتها كثيرة أيضا، لافتا بأن القارئ أصبح يتعامل معها بذكاء أكبر نظرا لتعدد المصادر وإمكانيات الإطلاع، خصوصا وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويالتالي يشرط على الكاتب جزءا من هذه القيم. وسجل الروائي، أنه رغم ما يقال حول مجتمعاتنا بأنها لا تربي على ثقافة القراءة إلا أنها استطاعت إنجاب أهم الكتاب العرب، ضاربا المثل بالإقبال الكبير على المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء باعتباره وجهة ثقافية وأدبية للمغرب والعالم العربي. وعرفت هذه الندوة المندرجة ضمن حملة “من أجل مغرب يقرأ”، والمنظمة من قبل منتدى القراءة بالمغرب للرصد والتنمية، مشاركة أدباء وشعراء من المغرب والعالم العربي، والذين أجمعوا على ضرورة تكثيف الجهود من أجل النهوض بالقراءة باعتبارها منارة وثروة حقيقية نقلتها الأجيال السابقة للأجيال اللاحقة على مر التاريخ الأدبي والمعرفي. وسيعرف البرنامج الثقافي للدورة ال25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، المنظمة من قبل وزارة الثقافة والاتصال بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، تنظيم العديد من الندوات التي تقارب شتى جوانب الشأن الثقافي المغربي التي تهم تعدد تعبيراته اللغوية، من عربية وأمازيغية وحسانية، وتنوع حقوله المعرفية والإبداعية، من تراث وأدب وفنون وعلوم إنسانية. كما سيساهم في البرنامج الثقافي لهذه الدورة، حوالي 350 من المفكرين والأدباء، والشعراء وشخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والفن والقانون سيدلون بآرائهم، وسيعرضون مساهاماتهم في فقرات ثقافية تستمر لعشرة أيام.