علمت “كود” بأن اجتماعات المائدة المستديرة بجنيف انتهت قبل قليل، والتي جمعت الأطراف المعنية بقضية الصحراء، وهي المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، برعاية الأممالمتحدة وتحت إشراف المبعوث الأممي الى الصحراء الألماني هورست كوهلر، وتضمن جدول أعمال اجتماع اليوم الأربعاء استعراض التطورات الأخيرة لمسار التسوية في الصحراء منذ سنة 2012، أي منذ توقف مسار التفاوض، ونقاش بعض القضايا الإقليمية. حيث تركزت المحادثات الاولية على مناقشة بعض القضايا السياسية والاقليمية، لتشجيع الطرفين على الدخول في مفاوضات مباشرة تماشيا وقرار مجلس الأمن الأخير رقم 2440، وذكرت مصادر ديبلوماسية من مكان الاجتماع أن المبعوث الأممي، هورست كولر، يحاول ادخال مفهوم جديد في دينامية المفاوضات والذي يتمثل في ان النزاع يؤثر على التكامل الإقليمي بين دول المغرب العربي، ويؤجل الاندماج بين بلدانه كما أن له تاثيرات أمنية وانسانية واقتصادية، بسبب الفشل في إيجاد تسوية للنزاع. وستتواصل أشغال الاجتماع يوم غد الخميس على الساعة العاشرة صباحا، وحسب بعض المراقبين، من المرتقب أن يتركز النقاش حول الخطوات القادمة لتفعيل العملية السياسية المتمثلة في اجراء مفاوضات مباشرة بين الأطراف المعنية، لتتختتم الاجتماعات بمؤتمر صحفي سيعقده مبعوث الأمين العام الأممي هورست كوهلر بمقر الأممالمتحدةبجنيف مساء غد الخميس، تتضمن خلاصات حول نتائج الإجتماع والرد على أسئلة الصحفيين. ووفقا لما تم تسريبه من معلومات ومعطيات شحيحة فقد أوصى الوسيط الأممي هورست كوهلر المجتمعين بجنيف بعدم تسريب اي معلومات، وهو ما يعكس التحفظ الشديد للسيد كوهلر، خوفا من أي تسريب قد ينسف جهوده الأممية الصعبة. ويرى العديد من المراقبين والمحللين، ان نجاح محطة جنيف رهين بوضع جدول زمني محدد، لعقد جولة جديدة من المحادثات قبل الاجتماع الذي سيعقده مجلس الأمن نهاية شهر أبريل القادم، لمناقشة قضية الصحراء، ورغم تمترس الأطراف حول مواقفها المعروفة يبدو السيد هورست كوهلر متفائلا بإمكانية إحداث اختراق، يدفع باتجاه إقناع الأطراف بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات، بغية إيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده، في ظل اقتناع السيد كوهلر بالبعد الاقليمي لقضية الصحراء، وارتباطها بالعلاقات بين الدول المغاربية خاصة العلاقات المغربية الجزائرية، وهو ما يستدعي مشاركة فاعلة للجزائر في ايجاد حل لهذا النزاع.