قال متحدث باسم الأممالمتحدة أمس الثلاثاء، إن المغرب والجزائر وموريتانيا و(بوليساريو) وافقت على دعوة أممية لإجراء محادثات في ديسمبر المقبل بشأن إنهاء النزاع المستمر منذ عقود حول الصحراء. وفشلت الأممالمتحدة مراراً في التوسط في تسوية للنزاع الدائر في المنطقة الواقعة في شمال إفريقيا، حيث خاض المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر نزاعا بين عامي 1975 و1991. وفي مسعى لإعادة إطلاق العملية السياسية، دعا مبعوث الأممالمتحدة الى الصحراء هورست كوهلر الأطراف الأربعة إلى اجتماع في جنيف يومي و 6 ديسمبر لجولة أولى من الاجتماعات يمكن أن تمهد الطريق لمفاوضات رسمية. والشهر الماضي، أرسل كولر الرئيس الألماني السابق والمدير السابق لصندوق النقد الدولي، دعوات للمشاركة في المحادثات وحدد 20 اكتوبر كمهلة للرد. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين إن المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا “أكدوا أنهم سيشاركون في المحادثات” في جنيف. غير أن المحادثات الأولية قد تصطدم بعقبة إصرار المغرب على أن المفاوضات حول التسوية يجب أن تركز على اقتراح الرباط بخصوص منح الصحراء حكما ذاتيا فيما تصر البوليساريو على أنّ مصير الإقليم يجب أن يتحدد من خلال استفتاء على الاستقلال. من جهتها، تؤكد الجزائر أنّ حل الصراع يجب أن يؤكد حق شعب الصحراء في تقرير مصيره،حيث تعود آخر جولة مفاوضات غير رسمية رعتها الأممالمتحدة إلى العام 2012. وتوسطت الأممالمتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو عام 1991 ينص على إجراء استفتاء، لكن ذلك لم يحدث أبدا. وتراقب بعثة صغيرة من قوات حفظ السلام قوامها 700 عنصر خط وقف إطلاق النار،لكن مجلس الأمن الدولي مارس ضغوطا جديدة على الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات. وستسمح تسوية النزاع في الصحراء لبعثة (مينورسو) بإنهاء مهمتها في الوقت الذي تسعى فيه الولاياتالمتحدة إلى خفض تكلفة عمليات حفظ السلام. وفي دعوته لأطراف النزاع، التي أطلعت عليها وكالة فرانس برس، طلب كوهلر من كافة الأطراف تقديم مقترحات ووصف اجتماعات جنيف بأنها “طاولة مستديرة”. وستتم مناقشة نتائج المحادثات المرتقبة في مجلس الأمن في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث ستتم مناقشة تجديد ولاية مينورسو. وفي 4 أكتوبر، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن “تُمدَّد لمدة سنة مهمّة” مينورسو، من أجل دعم استئناف المفاوضات السياسية في دجنبر في جنيف.