منذ شهر غشت الماضي والقرارات المغربية بخصوص معابر مليلية، تشكل لأول مرة في تاريخ المغرب مواقف قوة في ميزان التعامل بين البلدين. وعلى مدى العقود الاربعة الاخيرة، ظل المغاربة يسامون سوء الاهانة والاذلال بشكل يومي على يد الشرطة والحرس المدني الاسبانيين، حيث كان رجال الامن الاسباني يمزقون جوازات سفر المغاربة ويعتقلونه ويعنفونهم لأتفه الاسباب، في الوقت الذي كانت السلطات المغربية دائما تتغاضى عن هذا الامر دون تسجيل أدنى استنكار من وزارة الخارجية. عدم تسجيل الاستنكار مردود بالطبع لعدم قانونية التجارة التي تطبع المعابر الحدودية، وحتى لا تقوم الدولة بالتطبيع مع التهريب، ولكن هادشي سالا وغادي يوقف من بعد مابداو الصبليون كيستعملو المعابر كورقة ضغط على المغرب، ويغلقونها من أجل تأجيج المهربين على السلطات المغربية للإحتجاج عليها، وتنامى الامر خلال حراك الريف، حيث كانت سلطات مليلية تغلق المعابر بشكل مستمر لدفع المهربين للإحتجاج. هادشي بالطبع ماكانتش غادوزو الدولة، لذلك كان أول قرار هو إغلاق معبر مليلية الرئيسي في وجه جميع السلع ومن بينها الحاويات التجارية، وفتح ميناء بني أنصار في وجه الحاويات التجارية لأول مرة، ما كبد الاسبانخسائر مادية كبيرة، وجعل رجال الاعمال يضغطون على الحكومة المحلية من أجل فتح حوار مع السلطات المغربية. الحكومة المحلية حاولت الضغط على الحكومة المركزية في هذا الصدد من أجل إعادة فتح معبر مليلية، قبل أن تتسرب أنباء عن إغلاق معبر باريو تشينو “الحي الصيني”، الذي يعرف توافد الالاف من ممتهني التهريب المعيشي يوميا، وهو ما تحاول حكومة مليلية تكذيبه ووصفه بالاشاعات، في حين أن مصادر “كود”، أكدت أن التحركات الاخيرة توحي بأن معبر باريو تشينو قد يغلق في وجه السلع، بعد التنقيلات التي تجري في صفوف رجال الجمارك في. هذا المعبر، ما يحيل على إمكانية صدور قرار الاغلاق في وجه السلع، حيث سيبقى المنفذ الوحيد للسلع المهربة هو معبر فرخانة. وتفيد معلومات أخرى أن السلطات المغربية ستحاول مطلع السنة القادمة بمنع اخراج السلع بشكل نهائي، وهو ما سيجعل معبر فرخانة هو الاخر ممنوع إخراج السلع منه. مندوبة الحكومة في مليلة، كذبت خبر اغلاق معبر باريوتشينو، في حين لم تنفي خبر وقف خروج السلع من مليلية بشكل نهائي مطلع السنة القادمة، فيما أشار تجار المدينة أن الامر يعني إفلاس مليلية بشكل تام، وهو ما جعل ملف مليلية على رأس أولويات بيدرو سانشيز في زيارته الاثنين الماضي للمغرب، حيث تم الاتفاق بين الجانبين على اجتماع سيعقد في شهر دجنبر المقبل لإيجاد حل لما تعانيه المدينةالمحتلة.