أظهر تقرير حديث أنجزته الجامعة المغربية للصناعات الجلدية، أن أكثر من نصف عدد الجلود المحصل عليها خلال عيد الأضحى، يكون مآلها المطارح العمومية، إما بسبب تعفنها أوعدم استجابتها لمعايير الجودة المطلوبة عالميا لتدخل في الصناعة الجلدية. وحسب تقرير جامعة الصناعات الجلدية الذي توصلت" كود" بنسخة منه،فإن المغاربة يضحون بأكثر من 5 ملايين رأس من الغنم والماعز، فإن عددا كبيرا من هذه الجلود يكون مصيراها قمامات النفايات، وذلك لعدم الانتباه للأهمية البالغة لهذه المادة الأولية، التي توفر العمل لمئات الآلاف من المغاربة، في مجالات الدباغة الحديثة و الصناعة التقليدية و صناعة الأحذية والحقائب اليدوية والألبسة الجلدية، ما يساهم في نقص ساعات العمل، وفي إقفال عدد من ورشات المصنعين. ويمكن لجلد كل أضحية ،حسب الجامعة المغربية للصناعات الجلدية، أن يساهم في تصنيع حذاءين إلى 3 أحذية، أو حقيبة أو حقيبتين، حسب الحجم، ويضيع حوالي 150 ألف يوم عمل بسبب تضيع بسبب جلود الأضاحي. ويستورد المغرب يستورد مليار درهم من الجلود منتهية الصنع من الخارج سنويا، أغلبها من بلدان أوروبية، كفرنسا، وإيطاليا، وأن صناعة الجلود في المغرب وتحويلها إلى أشكال إبداعية رفيعة، تعد من الحرف اليدوية التقليدية، التي يمارسها الكثير من الحرفيين بمهارة كبيرة، ما يساهم في انتعاش الاقتصاد الوطني، وفي جذب السياح الأجانب. ولمواجهة الخصاص المحلي في الجلد الخام، أبرمت مؤخرا الجامعة المغربية للصناعات الجلدية اتفاقية شراكة مع وزارة الصناعة والمكتب الوطني للسلامة الصحية، المعروفة اختصارا باسم ONSSA، بمساهمة الأطباء البياطرة، لتنظيم حملة وطنية تحسيسية موجهة إلى عموم المواطنين، لتوعيتهم بالحرص على الحفاظ على سلامة جلود الأضاحي من أي عيوب أو تمزقات خلال السلخ، والعمل على تمليح الجلد بالملح العادي ووضعه في الظل. ورفعت دعوة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمساهمة في هذه العملية، من خلال حث أئمة وخطباء المساجد على تحسيس المواطنين بأخذ كل احتياطاتهم للحفاظ على القيمة المضافة لجلد أضحية العيد، بتوكيل هذه المهمة لمن يحسنها في البيت، أو لجزار من اختيار الأسرة، خاصة أنها مادة يجري التصدق بها، ويفترض أن تكون صدقة سليمة من العيوب، حسب كمال بحار، المدير العام للجامعة المغربية للصناعات الجلدية.