المغاربة مطالبون بالتعامل الجيد مع أضاحيهم. لا ثقوب أو تمزقات في «لهياضر» أثناء سلخ الأكباش. ولا تعريض الجلود للإهمال والتعفن والتلف. هذه الإجراءات غير المعتادة، التي لم يكن معمولا بها في «أعياد لكبير» السابقة، ليست تحذيرا دعائيا لجمعيات الرفق بالحيوان، ولكنها حملة تحسيسية ستوجه إلى عموم المواطنين لتوعيتهم بالحرص على سلامة جلود الأضاحي خلال عملية السلخ، والعمل على تمليحها ووضعها في الظل.لماذا هذه الحملة الوطنية التحسيسية، التي أبرمت بخصوصها «الجامعة المغربية للصناعات الجلدية» اتفاقية شراكة مع وزارة الصناعة والمكتب الوطني للسلامة الصحية وبمساهمة أطباء بياطرة وخطباء وأئمة المساجد ?. الجواب لا يعني كما قد يفهم تلقين المغاربة فن السلخ رحمة بأضاحيهم، التي كلفهم شراؤها الشيء الكثير، وتجنيبهم «التكرفيس على لهياضر» جراء بأس السكاكين الحادة وقلة الخبرة والحرفية لدى غالبية المضحين. فالغاية المعلنة والمحددة هي الحفاظ على القيمة المضافة لجلود أضحية العيد، وذلك بتوكيل هذه المهمة لمن يحسنها في البيت، أو لجزار كفء، خاصة أنها مادة أصبح المغاربة يتخلصون منها بالتصدق بها، لكن للأسف يكون مصير أكثر من نصف عدد الجلود المحصل عليها خلال العيد، المطارح العمومية، بسبب تعفنها وعدم استجابتها لمعايير الجودة المطلوبة عالميا في الصناعة الجلدية. فمن المؤسف والعار أيضا حسب رأي المهنيين أن تضيع هباء هذه الكمية الهائلة من الجلود، علما أن المغاربة يضحون بأكثر من 5 ملايين رأس من الغنم والماعز، وهو ما يمثل نصف ما يذبح في السنة. المغاربة ولون بدون قصد أو وعي، لا يهضرون هذه الأعداد المليونية من «لهياضر»، بل يتسببون بطريقة غير مباشرة في خسائر اقتصادية واجتماعية للبلاد، حيث ذكرت تقارير رسمية أن المغرب يفقد أكثر من 300 مليون درهم، و150 ألف يوم عمل في السنة، بسبب التعامل السيء مع جلود الأضاحي خلال عيد الأضحى. هذه الجلود التي لا ينتبه غالبية عموم الناس إلى أهميتها كمادة أولية تدخل في الصناعات الجلدية، حيث يضطر المغرب إلى استيراد مليار درهم من الجلود منتهية الصنع من الخارج سنويا، أغلبها من بلدان أوروبية، كفرنسا، وإيطاليا، لكن للأسف الشديد مازال الكثير من المغاربة يتعاملون مع هذه المادة المهمة في الصناعات والإبداعات التقليدية بمبدأ«والله ما في الهيضورة ولا في اللحم»، مما فرض على الجهات المعنية القيام هذه السنة بحملة وطنية تحسيسية للتعامل الإيجابي مع جلود الأضاحي.