الدارجة المغربية أكبر من عيوش ..ومن يربط تداولها في الثقافة والصحافة بشخص ربما لا يدرك تجذرها في حياة المغاربة وتراثهم. عيوش هو المسؤول أيضا عن تأخر القطار وطوبيسات الرباط الوسخة واعتداءات حراس السيارات وتقاعد الريع للوزراء والنواب.. وأختفاء كتاب دولة لا يعرفهم أحد و انتحار المراهقين وبيع القرقوبي في باب المدارس وتعويضات النكافات الخيالية وغلاء اسعار الجعة مشروب الشعوب فقراء و أغنياء ونفاق وكذب فقهاء يؤمونالصلاة..وغيرها.. زعما عيوش هذا هو سوبرمان لي غادي يكشف لينا قيمة الدارجة التي نحبها بلا عقد و لا شعور بالنقص .. كم هي معبرة وفصيحة وعميقة قوية دارجتنا. هل يتحدث نور الدين عيوش دارجة سليمة من قاع الخابية ..الدارجة التي كتب بها الطيب لعلج وعلي الحداني وظلت راسخة بالبال في أغنيات مغربية.. هل هو من أقترف “ناكر لحسان” و” الشمعة” التي غنتها مجموعة جيل جيلالة .. هل عيوش هو من كتب أغاني اليهود ذات الاثر العميق في الثقافة المغربية.. بوطبول و مويجو و زهرة الفاسية و آخرون . وهل كان عيوش هو المهندس الذي كتب: قفطانك محلول يا للالة..راني كي المهبول. هل كان وهو ينشر الرذيلة من كتب قصيدة القحاب في العيطة العبدية قبل قرن تقريبا. وما غناه عبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط والحياني وإسماعيل أحمد والمزكلدي و الغرباوي وأحمد البيضاوي والمعطي بلقاسم ومحمد بوزوبع ونعيمة سميحوغيتة بنعبد السلام وغيرهم و غيرهم..واش كان عيوش هو صاحب الكلمات.؟ هو من أفتى عليهم الرأي..؟ ثم هل نتصور أن عيوش هو من كان يلقن فن الخطابة والسرد والحكي والرواية الشفوية لمبدعي الحلقة في جامع الفنا والصويرة وتارودانت والبيضاء ومكناس وفاس والرباط و غيرها من القرى والمدن التي عرفت حركة تروبادور وحكواتيين ومسرحجوال.. و قد نتصور من باب الخيال فقط أن عيوش هو الذي طرز وصنع وتفنن في أمثال المغرب بجهات دكالة والشاوية والحوز وسوس والأطلس وجبالة وصنهاجة و زعير. و هل كان عيوش هو من لقن الى محمد المرابط دارجة طنجة التي رواها و ترجمها بول بولز في قصص و روايات عالمية. الدارجة ليست عيبا..و لا إثما..و لا خطيئة.. و الدارجة التي تعلمها خوان غويتيسولو في مراكش القديمة هي الدارجة التي كان يخاطب بها الحسن الثاني المغاربة في عز إبتهاجه و انتشاءه كما في أسوء لحظاته وحالاته عندما تطلع له القردة للسطح ..عودوا لخطب الملك وستكتشفون عبقريته مع تامغرابيت.. ثم هل كان عيوش هو من أبدع لنا خلخال عويشة و الزردة و ميريكان كمان بايباي وزواج حمان..لمسيخيط.. الكاتب الشاعر والصحافي حكيم عنكر جاء من الأخير نيشان وجمع وطوى فيما يشبه شذرة شعر ساخرة حينما كتب في صفحته : هل نفعل الحب بالدارجة مغربية أو شلحة..أم بالعربية الفصحى أم بالفرنسية.. ولماذا صاحت خريجة لافاك: تم ..تم ابوشعيب..