بلا بن كيران وخرجاته الاعلامية ميمكنش لحزب العدالة والتنمية يتواصل مع المواطنين.في مقابل سعد الدين العثماني الصامت، هنالك ابن كيران بقفشاته و حكاياته وصداقته مع الحمار، وتمريره لرسائل القصف ذات اليمين وذات الشمال لخصومه السياسيين. الكل لاحظ خلال حرجة ابن كيران “الزعيم الأممي” الأخيرة بمناسبة ملتقى الشبيبة البيجيدية، أن الرجل كانت تعلوه مسحة من الحزن، هل هي بسبب “عطالته” السياسية واختياره الصمت أم هو ظلم لذوي القربى في الحزب، بعدما صار صوته يزعج إخوانه ويزعج الانسجام الحكومي، حينما قصف عزيز أخنوش متهما اياه بالخلط مابين السياسة والمال، ما يطرح سؤالا مهما في هذه المرحلة: هل ابن كيران مازال يتوق للعب دور في الحياة السياسية مرة أخرى؟ الجواب أو بعض الجواب كانت في رسائل ابن كيران للماسكين بزمام الأمور في الدولة.الرجل عاد مرة أخرى بخطاب مفاده أن حزب العدالة والتنمية حزب ملكي ويرتبط الملكية أكثر من باقي المغاربة فهي صمام أمان للمغاربة تجمعهم حولها مؤسسة إمارة المؤمنين، كما أن الشعب المغربي يكن للملك والأسرة الملكية حبا خاصا وعفويا. هذا الخطاب هو نفسه الذي سمعناه من ابن كيران قبل وخلال توليه رئاسة الحكومة، خطاب يتلخص في كوني ك: عبد الإله ابن كيران أتسم بسمة + ملكي أكثر من الكل، أكثر من جميع زعماء الأحزاب السياسية، قبل الكاريزما وقبل الزعامة السياسية والحنكة في تدبير الشأن العام من بوابة منصب رئيس الحكومة. الرجل توجه بخطاب ضمني لمن يهمه الأمر: أنا مازلت موجود، ومخلص جدا، سيما بعد أن قال أن ما ينقص الملك هو “رجال مخلصون”، في محاولة فينيقية لبعث “رماد ابن كيران السياسي” من جديد، والعودة إلى الحياة السياسية من جديد. زاد ابن كيران في ما يبتغيه لمسيرته السياسية المقبلة في نسخة جديدة منقحة، هو “مده لرجليه” ، كما في حكاية الإمام أبي حنيفة النعمان، نعم لقد مد ابن كيران رجليه على الواقع الحزبي المغربي المتسم بفشل الأحزاب المغربية ونخبتها في تسيير الشأن العام، أمام أصالة ومعاصرة بدأت تهيكل نفسها وتصفي مرحلة إلياس العماري حيث صار الحزب عبارة عن آلة انتخابية تستقطب الأعيان وتكتسح القرى والمدن، واتحاد اشتراكي انشغل قادته بالبحث عن سبل للحفاظ على التقاعد البرلماني ومراقبة حسابات الفايسبوك لمناضليه، أو حزب التجمع الذي مني بضربتين متتاليتين قوضت شعبيته: من خلال استهداف زعيمه عزيز أخنوش وشركاته بالمقاطعة وباقالة وزير المالية محمد بوسعيد، فيما لا يزال حزب الاستقلال يتلمس طريقه أيضا ويطوي بشكل متدرج مرحلة حميد شباط من لدن التقنوقراط نزار بركة. لا أحد ولا شخصية كاريزيمية في المشهد السياسي المغربي تعادل ابن كيران. هذه حقيقة. ظاهرة تواصلية فريدة. لكن التشبث بالملكية وحدها دون برنامج سياسي ومشروع مجتمعي واضح المعالم، ليس كافيا، فكل المغاربة ملكيون قبل ابن كيران وبعده وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، أين هي لغة الأرقام؟ أين هي الحلول التي يمكن أن تغير معيش المغربي يوميا؟ هذه الأسئلة ليست موجهة فقط للعدالة والتنمية، بل جميع الاحزاب المغربية، في الوقت الذي اعترف فيه جلالة الملك بفشل النموذج التنموي وتتحمل فيه الأحزاب التي تسير الشأن العام جزءا غير يسير منه. خطاب العرش الأخير كان واضحا، حينما توجه الملك للأحزاب مطالبا إياها بتجديد نخبها وتشبيبها، فالشباب بل ومعظم المغاربة صاروا ينفروه من السياسة وأهلها بعد أن فقدوا المصداقية، أو ما “ما ينقصنا” بلغة الخطاب الملكي. هذا النقص في الواقع السياسي المغربي، ربما يمكن أن تعوضه تجربة حزبية جديدة في المشهد المغربي، ليس زيادة في العدد، وإنما تجربة تلتقط مضامين الخطاب الملكي وتصالح الشباب مع السياسة، ولا يتقصر دورهم فقط في الهتاف وترتيب الكراسي في المؤتمرات…