على البرلماني أن يكون مفلسا. عليه أن يكون فقيرا. ولا يملك قوت يومه. ولم لا يشحذ البرلماني. ولم لا يلتحق بالمعوزين. وبمن لا عمل لهم. فالبؤس يجب أن يكون عاما في المغرب. وعلى البرلماني أن يكون القدوة. وعليه أن يمثلنا أحسن تمثيل. في أفق بناء “برلمان البؤساء” و “دولة البؤساء”. وعليه أن يلبس الأسمال. وكل ما اقتطع من راتبه في الماضي عليه أن يتخلى عنه. ولا حل إلا تصفية المعاش. وبشكل جذري. ولا نقاش فيه. ومن لم يقل بهذا. ومن لم يدافع. فهو متهم. ومشبوه. ويجب النيل منه. وفضحه. ولا حل إلا أن نضع كل البرلمانيين في سلة واحدة. والشيوخ. والمتقاعدين. مع الرفيق عمر بلافريج. وكلهم فاسدون. وكلهم ينامون. وكل من يتحدث عن حالات فهو مغرض ومع الريع. ولا مكان لحل وسط. والكل يتدخل. وهناك إجماع “شعبي” على حرمان برلمانيين من تقاعدهم. ومن مساهماتهم التي اقتطعت من رواتبهم خلال سنوات. لكن أليس من حقهم أن يكون لهم تقاعدهم. أليس من حق البرلمانيين أن يتفقوا في ما بينهم على صندوق خاص بهم. وعلى تحديد السن الذين سيحصلون فيه على معاشهم. وعلى شكل ما من التضامن في ما بينهم. وحتى هذا نناضل كي نحرمهم منه. ونتدخل في شيء لا يعني إلا هذه الفئة من المغاربة. وهي قليلة. ومحسوبة. ونتناسى أن البرلمان لم يبدأ اليوم. ولم يبدأ مع حزب العدالة والتنمية. ولم يبدأ مع الأصالة والمعاصرة. ولا مع حنان رحاب. أو عمر بلافريج. الذين ليس لهم ما يخسروه إن تم إلغاء التقاعد. أو إصلاحه. أو تعديله. أو أبقاؤه على صيغته الحالية. ولا ننتبه إلى خطورة كلمة”التصفية”. والإلغاء الكامل. وما فيهما من عنف. والمؤسف أن أحزابا وبرلمانيين هم الذين فتحوا باب هذه المزايدات. وبعد ذلك تراجعوا عنها. وهم الذين ثبتوا هذه الصورة السلبية عن البرلماني في أذهان الناس. بينما في أغلب دول العالم هناك تقاعد للبرلمانيين. وهناك رواتب. وامتيازات. ومساهمات. إلا أنه يبدو أننا لا نقبل أن يتقاضى البرلماني تعويضا. ولا نرضى بأي صيغة. ويزعجنا راتبه. ونعتبره مبالغا فيه. ونريده هو الآخر أن يتساوى مع الفئات الهشة. ونقارن تقاعده بمن لا تقاعد لهم. ونطالب بأن يصبح مثلهم. هشا. وضعيفا. ولا وضع اعتباري له. ولمكانته. ولمهمته. ولم لا نقبض على البرلمانيين. ولم لا نقاطعهم هم أيضا. ولم لا نحاكمهم. ولم لا يؤدون مهامهم بشكل تطوعي ولم لا ننتزع تعويضاتهم. ونوزعها بالتساوي على الشعب. بينما لا أحد يضمن أين ستقودنا هذه الموجة العاتية من الشعبوية. التي يسبح فيها برلمانيون وترتمي فيها أحزاب ولا تجد أدنى حرج في أن تقول الشيء ونقيضه وهناك إجماع اليوم على دغدغة المواطنين ومسايرتهم فكل برلماني فاسد ويستفيد من الريع. ومن أموال الدولة. وحين يظهر واحد مظلوم. لا نصدق الأمر. وحين يتحدث برلمانيون عن حالات وعن نواب ساهموا لسنوات في صندوق التقاعد ومهددون اليوم بأن يحرموا من حقوقهم ومن معاشاتهم في حالة ما إذا تمت التصفية. وكل ذلك قبل ظهور العدالة والتنمية وقبل ظهور البام وقبل ظهور حنان رحاب وعمر بلافريج نسخر منهم وننكت ونحقد على البرلماني ونشوه سمعته. ونعتبره الحائط القصير. ونحمله كل أخطاء هذه البلاد ونناضل من أجل الانتقام منه. ومن أجل تقليص التعويض الذي يحصل عليه وكل شيء فاسد إلا نحن. ولا حل إلا التصفية.