البوليس منتشي في ذكرى التأسيس. مصدر هذا الشعور هو الاحتفال، اليوم الأربعاء، بمرور 62 سنة على إنشاء هذه المؤسسة الحيوية، على إيقاع إنجاز أمني، وصفه عبد الله الوردي، والي أمن الدارالبيضاء، في كلمة بالمناسبة، بالمهم ويتمثل في تحقيق انخفاض معدل الجريمة بشكل عام. ويرجع الفضل في بلوغ هذه النتيجة، التي جعلت أسرة الشرطة تحتفي بنفسها في جو بعيد عن أي ضغوط، إلى وصفة عبد اللطيف الحموشي، الذي تمكن، بعد ثلاث سنوات فقط على تكليفه بتدبير هذه المؤسسة الحيوية، إلى تسجيل رقم قياسي في ما يخص معدلات «الجريمة العنيفة» بمعالجة 92 في المائة من هذه القضايا. ولم يكن للوصفة تأثير السحر على الماضي فقط، بل حتى في رؤية المستقبل، الذي بدأ ينظر له بتفاؤل أكبر من قبل الساهرين على أمن الدارالبيضاء، الذين أكسبتهم الإنجازات التي تحققت المزيد من الثقة للدخول في معركة أخرى أكثر شراسة، وهي تجفيف «أحزمة البؤس» من المخدرات والمشرملين، الذين تراجعوا إلى هذه المناطق، بعدما زحفوا في وقت سابق إلى أرقى أحياء العاصمة الاقتصادية ونشروا فيها الرعب وأسالوا فيها الدماء بأسلحتهم البيضاء.
وأول محطة انطلقت منها هذه المعركة، هي الرحمة، حيث أحدثت منطقة أمنية متكاملة ممتدة على أربع بنايات: مقر المنطقة الأمنية، ويضم المكاتب الإدارية إضافة إلى مقر فرقة الهيئة الحضرية وفرقة المرور، ومقر الشرطة القضائية، ثم مقر يضم دائرة للشرطة ومصلحة لحوادث السير؛ وبناية أخرى تضم مقرا لدائرة للشرطة ومصلحة الوثائق التعريفية فضلا عن مصلحة الاستمرار، وقد استجابت من خلال ذلك المديرية العامة للأمن الوطني للحاجة الأمنية المعبر عنها من قبل الساكنة.
كما عملت المديرية العامة للأمن الوطني، حسب ما أكده عبد الله الوردي في كلمته، على إحداث دائرة الشرطة:”الهراويين” بمنطقة أمن مولاي رشيد، والتي أفردت لها بناية تضم مقر دائرة الشرطة، وكذا قسم قضائي تابع لفرقة الشرطة القضائية مختص في مواكبة القضايا المعروضة أو الطارئة بنفوذ الدائرة، والمجموعة الولائية لحماية المواقع الحساسة.
وحتى تستجيب لمختلف التحديات الأمنية وتكسب كسب التحدي الذي ينتظرها، عززت البنيات الإدارية لولاية الأمن بمجموعة من الوحدات الإدارية والميدانية، خلال هذه السنة الأمنية تنفيذا لتعليمات المدير العام للأمن الوطني.