يرتقب أن يعلن حزب الأصالة والمعاصرة عن مبادرة للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية ترتكز على توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة ومذكرة الحزب حول إصلاح القضاء ومذكرته حول الجهوية الموسعة فضلا عن تقرير الخمسينية. صلاح الوديع، الناطق الرسمي باسم "البام"، قال ل"كود" جوابا عن سؤال حول ما إذا كان الحزب يطالب بإصلاح دستوري ينتقل بالنظام السياسي في المغربي إلى ملكية برلمانية، "كلا، نحن نتجنب الصيغ الجاهزة والعامة التي يمكن أن يفهم منها الشيء ونقيضه. سنحاول أن يكون لنا إسهام متميز في هذه الدينامية يعكس تصورنا للإصلاح". قيادي في الحزب أكد ل"كود" أن الحزب جاد في مطلبه بتحقيق الإصلاح الدستوري عن طريق تنفيذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة وخاصة ما يتعلق منها بفصل السلط واستقلالية القضاء مؤكدا أنه "لن ينهج أسلوب المذكرات السرية التي ترفع إلى الملك دون أن تعرف عنها قواعد الأحزاب التي ترفعها شيئا". كما أكد المصدر أن حزبه سيعقد قريبا ندوة صحافية يرد فيها على كل الاتهامات التي كالها له خصومه خلال "الحرب بالوكالة التي شنت على الحزب" على حد تعبير مصدر "كود". مشددا على الخصوص على إصرار الحزب على متابعة عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية قضائيا، "للكشف عن حقيقة ما قاله حول تدخل إلياس العماري في اعتقال جامع المعتصم. نعتبر أن تصريحات بنكيران تساءل دولة القانون وسنتشبث بحقنا في مطالبة العدالة بفتح تحقيق حول هذه الإدعاءات". المجلس الوطني للحزب، الذي طالبت مسيرات 20 فبراير بحله وبرحيل رمزيه فؤاد عالي الهمة وإلياس العماري، التأم اليوم الأحد بأحد فنادق الرباط في جو يطبعه الترقب، ترقب كلمة فؤاد عالي الهمة وترقب مصير الحزب. ظهور إلياس العماري وفؤاد عالي الهمة طمأن الحاضرين حول مستقبل الحزب. "نحن مستمرون. تحدثنا بصراحة عن الفساد ومحاربته في صفوفنا دعونا لمواجهة الحملات المسيئة لنا بشدة" يوضح أحد أعضاء المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة. في حين يقول آخر "الأمور حسمت، البام انتهى. هناك ضغوط داخلية وخارجية قوية على دوائر القرار في البلاد حول موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان والبام لا يمكنه أن يستمر في ظل هذه الضغوط". من جهته أوضح محمد الشيخ بيد الله، أمين عام البام، أن "اهتمام الحزب بما يقع حولنا، ليس المراد منه كما فعل ويفعل البعض إسقاطه، أو مقارنته بدون استحضار الفوارق، بمسار تجربة بلادنا، وهي التي قدمت دائما بتعابير الريادة والسبق والتميز في التعاطي مع إشكالات الانفتاح السياسي والتقارب مع صوت المعارضة منذ أن اختارت بلادنا التعددية الحزبية و منعت صراحة نظام الحزب الوحيد منذ أول دستور لها، والطي النهائي لملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وإدماج الحساسيات الإسلامية، وتوسيع فضاءات الحريات، والاشتغال المنتظم والطبيعي للمؤسسات، وسيادة جو الثقة بين مختلف الفاعلين، وممارسة الجميع لحرياته في ظل سيادة القانون، بما في ذلك حرية التجمع والتظاهر والاحتجاج...بل للتأكيد على وجاهة الاختيارات التي أقدمت عليها بلادنا وبشكل إرادي وفي زمن سياسي خاص، دون إملاءات خارجية، أو ضغوطات أجنبية، بل نتاج وعي تاريخي بالمرحلة، وبتوافق وطني عام، وبتدبير تنهل مرجعياته الكبرى من خصوصياتنا، المؤسسة على التراكم والاستمرارية وليس على القطيعة". ووصف بيد الله الداعين لحل البام، حزب الملك، كما يصفه خصومه، ب"الداعين الجد للاستئصال"، و"أصحاب فكر شمولي لم يستوعبوا كون بلادنا دخلت عصر بناء الديمقراطية ودولة القانون حيث الاحتكام إلى صناديق الاقتراع والضوابط التشريعية الحديثة في فضاء الحريات و الحقوق". يذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة تشكل من إئتلاف 5 أحزاب إدارية كانت تشكل في فريقا واحد في مجلس النواب يحمل اسم "الأصالة والمعاصرة" ويضم في صفوفه، على الخصوص فؤاد عالي الهمة، وزير الداخلية السابق والمستقيل من منصبه أياما قليلة قبل أن يشارك في انتخابات 2007 بالرحامنة. ليتحول الحزب إلى أكبر تكتل للبرلمانيين الرحل ويحصد المرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية الأخيرة من حيث عدد الأصوات والرتبة الثانية بعد غريمه العدالة والتنمية الإسلامي على مستوى المدن.