بعد إن إرتبط حزب الاستقلال بإسمه طيلة الثمانية عشر سنة الماضية بالداخلة، قرر حرمة الله حدمين الإنسحاب بصفة رسمية من صفوفه، في خطوة تروم التعبير عن إمتعاضه الشديد من الطريقة التي تم من خلالها منح منسقية الإقليم للرئيس الحالي لجهة الداخلة وادي الذهب الخطاط ينجا. وتبذل قيادة الحزب مركزيا وعلى أعلى مستوى جهود مكثفة لإقناعه بالعدول عن قرره، وذلك بالنظر لشعبيته الكبيرة بالداخلة وتمثيله لأقوى تكتل بها قبيلة أولاد ادليم كما يحسب للرجل كافة النجاحات التي حققها حزب الميزان بالداخلة. حيث يقود حرمة الله المعارضة بالمجلس البلدي للداخلة وكانت لائحته التي أحرزت في الإنتخابات الجماعية الأخيرة 10 أعضاء على مستوى المجلس البلدي عاملا حاسما وجوهريا في تولي الخطاط ينجا رئاسة جهة الداخلة . ويأتي هذا المتغير ليقلب المعادلة السياسية بالداخلة رأسا على عقب ويخلط الكثير من الأوراق خاصة فيما يتعلق بقوة الحزب وتواجده بالإقليم، الأمر الذي من شأنه أن يلقي بظلاله على الواقع السياسي بها ويعيد رسم موازين القوى لصالح حزبي الأصالة والمعاصرة و الحركة الشعبية، وهو ما بات يتكشف بشكل جلي اذ تسابق هذه الأحزاب الزمن للعمل على إستقطاب هذا الإسم الرابح والحاسم بمختلف الإستحقاقات الإنتخابية. حرمة الله هو إحدى الشخصيات النافذة بالداخلة المعروفة بمواقفها القوية في الدفاع عن القضايا الوطنية، كما أنه أحد رجال المال والأعمال بها وتوفر مصانعه المختصة بالصيد البحري الألاف من مناصب الشغل لشباب المدينة. قرار حرمة الله بمغادرة قيادة حزب الاستقلال كان وقعه مدويا فيما يشبه الصدمة بين مناضلي ومناضلات الحزب وحديث الخاصة والعامة بها كما شكل في نفس الوقت هدية على طابق من ذهب لخصوم الحزب السياسيين.