كشف مصدر نقابي، عن معطيات مثيرة تتعلق بانسحاب نقابة الاتحاد المغربي للشغل من الوفد المغربي الذي شارك في مؤتمر العمل العربي بمصر، الذي ينظم سنويا في شهر أبريل، ويحضره أزيد من 500 مسؤول نقابي ووفود وزارية كبيرة. وأوضح المصدر أن أسباب انسحاب وفد نقابة مخاريق غير مقبولة بالنظر إلى الحاجة إلى تواجد وفد نقابي مكتمل بجميع النقابات الأكثر تمثيلية للدفاع عن مصالح المغرب ووحدته الترابية وكذا استقطاب رؤوس الأموال”. وتتعلق أسباب انسحاب نقابة الاتحاد المغربي للشغل من المشاركة، برغبتها في ترأس الوفد للمرة الرابعة على التوالي بمصر، وهو ما رفضه وزير التشغيل محمد يتيم، والنقابات الأخرى بداعي ضرورة الاشتغال بمنطق التناوب وليس بمنطق “الغلبة”. وسبق للنقابات الثلاثة الأكثر تمثيلية، الاتحاد الوطني للشغل والكونفدرالية والاتحاد العام للشغالين، ان استسفرت منظمة العمل الدولية عن سيطرة نقابة مخاريق على ترأس الوفود المشاركة في المؤتمرات الدولية. يشار إلى أن الوفد المغربي يتكون من ممثلين عن الحكومة والنقابات والباطرونا، بدعم من من وزارة الخارجية وزارة التشغيل ورئاسة الحكومة يشمل تذاكر الطائرة والتعويض اليومي، بناء على عدد الايام ويقدر التعويض بأكثر من 2400 درهم عن اليوم الواحد. معطيات حصرية حصلها على موقع “كود” كشفت عن صراع مرير على “نوع من الريع النقابي” الذي لا يتحدث عنه أحد، خصوصا وأنه بعد نتائج انتخابات التمثيلية، اتفقت النقابات الأربع الاكثر تمثيلية، على الاشتغال بمنطق التناوب في ترأس الوفود في المؤتمرات الدولية. لكن “اثناء التوقيع على الاتفاق رفض مخاريق، بدعوى أن نقابته هي الاولى في المغرب وأراد ان يحصل على رئاسة الوفد العمالي الذي سيشارك في مؤتمر القاهرة”. القصة لم تقف هنا، بل إن الوزير السابق عبد السلام الصديقي، عضو اللجنة الإدراية للاتحاد المغربية للشغل، وزوجته متفرغة كذلك من نفس النقابة، قام بمراسلة منظمة العمل العربية، يقول فيه إن “الاتحاد المغربي للشغل، هو رئيس الوفد المغربي، وهو الأكثر تمثيلة”، وهو ما دفع بلجنة المؤتمر إلى قبول الاتحاد المغربي للشغل. وكانت النقابات الثلاثة المتضررة من سيطرة الاتحاد المغربي للشغل على ترأس الوفود، قامت بشكاية سنة 2016 لمنظمة العمل العربية، والتي اجابتهم، بكون “الحكومة راسلتنا واختارت الاتحاد المغربي رئيسا للوفد”. وعند تعيين محمد يتيم على رأس الوزارة، وضعت النقابات الثلاثة بشكاية لدى منظمة العمل الدولية، التي قررت مراسلة الحكومة ودعوتها الى اعتماد منطق التناوب في ترؤس الوفود المشاركة في المؤتمرات الدولية، وهو ما استجاب له يتيم في مؤتمر القاهرة، واعطى رئاسة الوفد للكونفدرالية، مما أدى الى احتجاج نقابة الاتحاد المغربي للشغل، وانسحاب مخاريق من المشاركة مما “أضر بالقضية الوطنية التي تحتاج في هذا الوقت لتظافر الجهود والتعاون بين الجميع”.