تطرقت مجلة “زمان”، لعدد شهر أبريل 2018 في نسختها العربية، إلى المحاكمات الشهيرة التي حفل بها التاريخ المغربي على مر العصور. ويحاول الملف، المندرج ضمن 54 الموجود، حاليا في الأكشاك، التأريخ لأبرز المحاكمات، بدءا بدفع فقهاء المالكية في الأندلس السلطة المرابطية إلى أن تأمر بإحراق كتاب “الإحياء”، الذي ألفه أبو حامد محمد الغزالي بدعوى أن الكتاب يضر بالمسلمين، ثم تعريض أبو الوليد محمد بن رشد، رشد أحد العلماء المسلمين البارزين، الذين جمعوا بينا لفقه والفلسفة والطب والفلك والفيزياء في الأندلس زمن الموحدين، لمحاكمة قضت بإحراق كتبه وإخضاعه للإقامةالإجبارية. كما يستحضر الملف محاكمات تعرض لها علماء دين وفقهاء سواء بسبب معارضتهم للمشاريع السياسية للسلطة، أو لتخوف هذه الأخيرة من تأليب الناس ضدها، كما فعلت مع كل من الفقيه عبد السلام جسوسومحمد الكتاني. يتطرق الملف، أيضا،إلى أبرز المحاكمات التي عاشها المغرب غداة استقلاله وإلى غاية العقد الأخير من القرن العشرين. تقرؤون في نفس العدد، أيضا، حوارا مع إبراهيم أوشلح، الذي رافق عبد الرحمان اليوسفي طويلا، يعلق فيه على مذكرات الأخير، التي أصدرها في كتاب تحت عنوان: “أحاديث في ما جرى”، من منطلق رؤية نقدية. ويخلص في النهاية إلى أن تلك المذكرات سكتت عن أحداث هامة، مشيرا بالخصوص إلى تورط قياديين اتحاديين في محاولة قلب نظام الحسن الثاني. باقي مواد العدد تتنوع بين قيادة درقاويين مغاربة للتمرد ضد العثمانيين في الجزائر، وبين حوار شيق مع شيخ القصاصين المغاربة أحمد بوزفور، وبين الدور الذي لعبه بنك المغرب في ترسيخ الاستقلال الثاني للمملكة، فضلا عن مواضيع تتعلق بتاريخ المغرب.