لم تنتظر جبهة البوليساريو كثيرا للرد على لقاء العاصمة البرتغالية لشبونة، بين وفد المملكة المغربية المكون من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، وممثل المغرب لدى الأممالمتحدة عمر هلال، ورئيس جهة العيون الساقية الحمراء حمدي ولد الرشيد، ثم رئيس جهة الداخلة وادي الذهب ينجا الخطاط، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كولر، يوم أمس الثلاثاء. واتهم منسق جبهة البوليساريو مع المينورسو المكلف بملف الثروات الطبيعية امحمد خداد في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية المغرب بالتخوف من التفاوض، وعدم إبداء إرادة سياسية لما وصفه بالإلتزام بمسار السلام الأممي، مواصلا أن تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة والتأخر في الرد على الدعوة الأممية تعبير عن غياب الإرادة للإلتزام بالمسار سالف الذكر، مبرزا أن المفاوضات يجب أن تكون دون شروط مسبقة، حاثا المملكة على ما اسماه بالرضوخ للأمر الواقع والتعاون على حد تعبيره. وكان وزير الخارجية ناصر بوريطة قد نفى في تصريحات صحفية عقب اللقاء مع هورست كولر أن يكون اللقاء يدخل ضمن نطاق مسلسل المفاوضات حول نزاع الصحراء، مؤكدا أن اللقاء لا يعدو أن يكون اتصالا لمناقشة مستجدات الملف، مؤسسا في الآن نفسه على حصرية رعاية الملف أمميا دونا عن أي منظمة إقليمية أو دولية أخرى، وأن مباحثات لشبونة كانت فرصة لاستذكار خلفيات النزاع الإقليمي وأصوله التاريخية وإطاره القانوني وتداعياته السياسية، مسترسلا أن إيجاد تسوية للملف تستوجب انخراط الأطراف الحقيقية فيه بشكل يتسق مع مسؤوليتها في خلق النزاع.