تحصلت “كود” على معطيات خاصة ودقيقة حول اللقاء المزمع تنظيمه بين وفد المملكة المغربية الذي يضم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، وعمر هلال ممثل المغرب في الأممالمتحدة، ورئيس جهة الداخلة وادي الذهب الخطاط ينجا، ورئيس جهة العيون الساقية الحمراء حمدي ولد الرشيد، وسياقاتها والغرض منها والعلاقة التي تربط المغرب بهورست كولر منذ توليه مسؤولية الوساطة الأممية للملف، ثم الإقتراحات، وموقف المملكة المغربية من لقاء برلين. وتشير المعطيات أن المبعوث الشخصي للأمين العام للملف هورست كولر إقترح على المملكة المغربية إجراء اللقاء بالعاصمة الألمانية برلين يناير الماضي، من خلال توجيه دعوة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة على غرار وزراء خارجية موريتانيا إسلكو ولد أحمد إيزيد بيه، ووزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل، وزعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي، حيث رفض المغرب المقترح جملة وتفصيلا، مشيرا لوجوب بسط الغاية من اللقاء ونوعيته، رافضا من منطلق قوة أن يوضع على قدم المساواة مع جبهة البوليساريو ومن خلفها الجزائر، وأن يعيد تجربة المفاوضات غير المباشرة التي جمعت المملكة بالبوليساريو بحضور جزائري موريتاني في ضاحية نيويورك مانهاست الأمريكية، مشددا على وجوب أن يكون اللقاء ثنائيا منفصلا. في ذات السياق استقبل هورست كولر الرفض المغربي وتساؤلاته بمحاولة أخرى، مقترحا أن يدرج نقطة تتعلق بملف الصحراء ضمن أجندة مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد بدءا من الجمعة الموافق للسادس عشر من فبراير الماضي، ولقاء الوفد المغربي على هامشه، مستقصيا المغرب حول إمكانية ذلك، إذ لم يرد المغرب على التساؤل بحكم زخم أنشطته التي ارتبطت بالأزمة السورية وعلاقات الإتحاد الأوروبي مع روسيا والأزمة الخليجية والبرنامج النووي الكوري الشمالي، وعديد الملفات الشائكة الأخرى، ما أفضى لإلغاء كل المقترح استنادا لمصدر “كود”. الحيز الزمني الضيق وإدراج نقطة ملف الصحراء ضمن أجندة مجلس الأمن ودنو شهر أبريل موعد القرار الأممي، ساهم وفقا للمعطيات التي تحصلت عليها “كود” في تكثيف الإتصالات بين المبعوث الشخصي والمغرب، حيث اشترط المغرب الإحاطة بنوع اللقاء وجوانبه، إذ أسس هورست كولر في توضيحاته على كونه تشاوريا يشمل المجال السياسي فقط، دونا عن المجال العسكري واتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة تحت الرعاية الأممية، أو المجال الإنساني الذي يشمل تبادل الزيارات بين الضفتين. ومباشرة بعد التوضيحات الدقيقة التي قدمها هورست كولر، أفصح المغرب عن حسن نيته، حيث أعلن إستعداده على اللقاء، مشيرا لوجوب نقلها من برلين، مقترحا في الآن نفسه إقامتها في عاصمة موطن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لشبونة استنادا للعلاقة المتينة التي تربط البرتغال بالمغرب، وكذا وفقا للإحترام المتبادل بين المغرب وغوتيريس، الشيء الذي لم يتوانى هورست كولر عن قبوله ليتم الإتفاق على اللقاء. مصدر “كود” أفاد أيضا أن كل هذه السياقات والظروف التي سبقت الإتفاق على مكان وتوقيت اللقاء ونوعيته، كانت مرفقة باحترام متبادل بين الجانبين اللذين أبديا سعيهما لخلق دينامية في الملف الجامد منذ عقدين من الزمن، وان الغرض من تساؤلات المغرب يحاكي بحثه عن استقصاء وجهة نظر كولر حول الملف وتوجهه وزاوية معالجته له، والغاية من المشاورات التي تستلزم تأني للإلمام بمدى نجاعتها وإن كانت ستؤدي لتوافقات، والإحاطة بالدور الجزائري في الملف، خصوصا وأنها لاعب رئيسي محوري بالملف.