خصص الملك محمد السادس خطابه بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، مساء اليوم الإثنين، للحديث عن ملف الصحراء والأقاليم الجنوبية، مؤكدا مغربيتها وتشبث الشعب المغربي بأرضه استنادا للشرعية الدولية، موجها رسائل مباشرة لمختلقي هذا النزاع الإقليمي. وشدد الملك محمد السادس في منطوقه السامي على التزام المملكة بالإنخراط لحلحلة الملف تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة دون غيرها وبالدينامية التي أرادها الأمين العام للأمم المتحدة بالتعاون مع مبعوثه الشخصي في إطار احترام المرجعيات الثابتة التي يرتكز عليها الموقف المغربي، مشددا في خطابه على عدم تنازل المملكة، ورفضها لأي حل للنزاع خارج السيادة المغربية الكاملة على صحرائه ومبادرة الحكم الذاتي التي حازت على مباركة وإشادة المنتظم الدولي باعتباره حلا ذو مصداقية. وأكد الملك محمد السادس أن المغرب استفاد من الدروس السابقة، والتي أماطت اللثام عن كون المشكل لايكمن في الوصول إلى وإنما في المسار الذي يؤدي إليه، حاثا الأطراف التي اختلقت النزاع على وجوب تحمل مسؤوليتها الكاملة من أجل إيجاد حل نهائي، مبرزا الإلتزام التام بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي لمعالجة النزاع التقليمي المفتعل باعتبارها الهيئة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية، معبرا عن رفض المملكة القاطع لأي تجاوز أو محاولة للمساس بالحقوق المشروعة للمغرب وبمصالحه العليا ولأي مقترحات متجاوزة للإنحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة أو إقحام مواضيع أخرى يتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة. ويحيل النهج المعتمد من لدن الملك محمد السادس على رفض المملكة المغربية لأي تدخل خارجي على غرار محاولة الإتحاد الإفريقي المدفوع من لدن محور الجزائر-جنوب إفريقيا للزج بنفسه في ملف الصحراء ومحاولة تحريف مساره، ورفضه لأي محاولات للخروج عن النص من خلال اعتماد أي مقترحات تحيد عن حل الحكم الذاتي، فضلا دعوته الصريحة للأطراف الإقليمية للإنخراط في البحث عن حل نهائي للنزاع بدل الدفع بآليتها جبهة البوليساريو.