نجت العاصمة الاقتصادية من سيناريو شغب مرعب، يوم المباراة التي جمعت الوداد الرياضي لكرة القدم واتحاد العاصمة الجزائري، برسم إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بعد حرمان عدد كبير من مناصري الأحمر من متابعة ليلة ظفر ناديهم ببطاقة التأهل إلى النهائي من المدرجات. ويتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية في ما حدث يوم "السبت الأسود"، وفق المعطيات التي جمعتها "كود"، "كازا إيفنت" التي ينذر استمرار عجزها على تنظيم عملية بيع التذاكر، بشكل جيد، بوقوع كارثة قد تكون حصيلتها ثقيلة.
وبدأت الشركة بالمغامرة بأمن العاصمة الاقتصادية قبل أيام من الديربي المغاربي. فحسب ما توفر ل "كود" من كواليس التحضير لهذا اللقاء، فإن "كازا إيفنت" طرحت للبيع عدد تذاكر أقل من 45 ألف التي خصصت لمتابعة المواجهة. ولاحت مؤشرات حول ذلك يوم عملية بيع التذاكر للبيع، إذ بعد لحظات قليلة من طرحها في الشباك نفذت، قبل أن يأتي التأكيد أمام بوابات الملعب، حيث تفاجأ أنصار بطل المغرب بأبناء وأقارب عدد من الشخصيات، بينهم مسؤولين في المكتب المسير للنادي، يلجون "دونور"، بينما منعوا هم من الاستمتاع بالمتنفس الوحيد بالنسبة إليهم ألا وهو متابعة ناديهم المفضل يعانق المجد الإفريقي من المدرجات.
هذا المشهد استفز "بوحمرون"، فثار في وجه عناصر القوات العمومية التي منعته من ولوج "دونور"، لتندلع مواجهات عنيفة، اضطر خلالها إلى استعمال خراطيم المياه، وأسفرت عن إيقاف 70، أغلبهم قاصرين.
وذكرت مصادر موثوقة، ل "كود"، أن المسؤولين الأمنيين حاولوا، في البداية، إخماد "ثورة الوداديين" دون الدخول معهم في مواجهة، عبر محاولة ربط الاتصال بمحمد الجواهري، مدير الشركة، ونائبه أسامة، ودعوتهما إلى جلب تذاكر إضافية وبيعها في أحد شبابيك الملعب لتمكين بعض من الجماهير المحتشدة في محيط دونور من الدخول والتخفيف من حالة الاحتقان، غير أنهما لم يردا على المكالمات الواردة عليهما، وهو ما دفع القوات العمومية إلى اعتماد الخيار الأخير الذي بقي أمامها ألا وهو التدخل لتفريق مشجعين، وهي العملية التي كادت أن تكون تكلفتها باهظة لولا الاحتياطات الأمنية للسهر على مرور هذا العرس الكروي في ظروف جيدة.