لم تكن أحداث عشاء حزب الإستقلال مساء الجمعة، الأولى من نوعها في تاريخ السياسية المغربية، حيث سبقتها وقائع أكثر شدة وبأس وفي أنشطة رسمية على غرار أحداث مارس الماضي أثناء إنعقاد دورة المجلس الجهوي كلميم وادنون، بين حزب الأغلبية التجمع الوطني للأحرار والمعارضة بقيادة الإتحاد الإشتراكي، والتي أطلق عليها فيما بعد بدورة "البيض والطماطم" ودورة "أومليط". أحداث مساء أمس انضم بموجبها حزب الإستقلال لقوم متهكم عليهم من لدن رواد شبكات التواصل الإجتماعي، إذ نال ما لذ وطاب من سخرية اجتهد فيها المغاربة بعد مزجها بطعم المرق. ودون أحد رواد "الفيسبوك" قائلا : " حالة استنفار قصوى في امريكا وروسيا. وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ترصد أطباق طائرة فوق العاصمة الرباط"، وذهب فيسبوكي ينحدر من الصحراء حد القول " من سعد التريتور غادي يفاكتوري عليهم داكشي كامل ويشريه جديد ويبدل العتاد ديالو" في إشارة لكون الرابح الوحيد من أحداث العشاء هو ممون الحفلات. ودون آخر قائلا " إنهم يتراشقون بالأطباق والمرقة تطير في أرجاء قاعة المؤتمر 17 لحزب الإستقلال"، ومزج فيسبوكي بين السخرية في تدوينته والحسرة على واقع الأحزاب المغربية مفيدا " الصحون الطائرة .. ظهرت ببوزنيقة رحم الله الأحزاب السياسية بالمغرب . مشى زمن تبادل الأفكار وأصبح تبادل الصحون"، فيما ذهب آخر حد إعلان تضامنه مع ممون الحفلات مشيرا " كل التضامن مع ممون الحفلات الذي نظم عشاء حزب الإستقلال". ومنحت فيسبوكية أحداث أمس طابعا تاريخيا استنادا لكونها سابقة في تدبير الشأن الحزبي متسائلة " سؤال في التاريخ : موقعة الصحون الطائرة حدثت في أي مكان وفي أي زمان؟ "، بينما دون فيسبوكي آخر ليمنح الوقائع بعدا رياضيا بالقول " فاز فريق ولد الرشيد على فريق شباط بضربات الطباسل والكؤوس بحصة أمريكية. انتهى الكلام". الأكيد أن حزب الإستقلال أو قيادييه لن يدفعوا فاتورة الأطباق والكؤوس فقط، بل سيدفعون فاتورة الصورة السيئة التي ظهروا بها أمام الشعب المغربي الذي يعتبر حزب الميزان أحد أعرق الأحزاب المغربية ويحظى بمكانة تاريخية خاصة في قلوبهم.