السيد العميد، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني بالإنجليزية يوم 23 شتنبر 2011 ، مقالا تحت عنوان : "جامعة في المغرب تنظم أول ندوة حول المحرقة في الوطن العربي" و تزامن ذلك مع مقال حول نفس الموضوع تم نشره في الطبعة الإلكترونية لنيويورك تايمز .
وهكذا علمنا أن جمعية " كيفونيم " الصهيونية عقدت في إفران يومي 21 و 22 شتنبر ملتقى دراسيا احتضنته الجامعة التي تترأسونها، و قرأنا في المقالين المذكورين أنه تم في جامعتكم إعادة عرض إحدى المسرحيات المستهلكة للدعاية الصهيونية، ألا وهي الاتجار المخزي بجريمة الإبادة التي تعرض لها اليهود في أوروبا على يد النازيين والتي يتم تسويقها كحدث استثنائي في تاريخ البشرية تحت مسميات مثل " الهولوكوست " أو " المحرقة " بقصد تبرير استعمار فلسطين. ولأن الدعاية الصهيونية لا تعوزها الوسائل والإمكانيات لتبرير ما لا يمكن تبريره، فهي قادرة على توظيف جرائم النازيين في ذات الوقت الذي تستغل فيه تقاليد التسامح وتعايش الأديان في بلادنا.
السيد العميد، إن الإطلاع على الموقع الإلكتروني لجمعية " كيفونيم " لا يدع مجالا للشك أو التساؤل حول طبيعتها و أهدافها الصهيونية. فالموقع يخبرنا مثلا أن الجمعية " مقرها القدس..." و أنها " تثمن الإنجازات العظيمة والتاريخية لدولة إسرائيل .." وفي الحقيقة لا يوجد أفضل من هذا الموقع لمتابعة مدى الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني. السيد العميد،
تشكل حملة مقاطعة إسرائيل و سحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها أو ما يعرف عالميا باسم BDS، والمستوحاة من تجربة جنوب إفريقيا المنتصرة على نظام الفصل العنصري، استمرارية لقرارات جامعة الدول العربية القاضية بمقاطعة إسرائيل. ولقد انطلقت هذه الحملة السلمية التي ترتكز على المجتمع المدني عبر العالم تجاوبا مع نداء أطلقته مجموع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في 9 يوليوز 2005. و تعد المقاطعة الأكاديمية التي تحظى بنجاح وصدى متزايد في جامعات العالم بما فيها جامعات الولاياتالمتحدةالأمريكية، إحدى الوجوه الهامة لهذه الحملة.
هل يعقل أن تتجاهل جامعة ما الجرائم التي ارتبطت باحتلال فلسطين كما وقعت في الماضي وكما تقع الآن ؟ هل من الممكن تناسي عمليات التطهير العرقي الذي نفذتها وتنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ أن طردت معظمهم وحولتهم إلى لاجئين في عام 1948 ؟ وسياسة الاستيطان اللانهائية ؟ والاستيلاء على أراضي الفلاحين و مائهم ؟ وبناء جدار الفصل العنصري الذي أدانته محكمة العدل الدولية في لاهاي ؟ والحصار الجائر المفروض على غزة ؟ وتهويد القدس ؟ إن الشراكة مع المؤسسات الصهيونية بما فيها جمعية " كيفونيم " لا يتنافى وحسب مع الالتزامات الدولية للمغرب الذي يترأس لجنة القدس، بل يتعارض تعارضا تاما مع أخلاقيات اكتساب المعرفة سواء في تقاليدها الكونية أو الوطنية و التي لا ينبغي لجامعة الأخوين أن تشذ عنها.
السيد العميد، إننا حيث نستنكر بشدة مناورات جمعية " كيفونيم " في جامعة الأخوين، فإننا نسعى للفت انتباهكم و انتباه سائر الجامعات المغربية إلى وجوب حماية الحرم الجامعي من التسرب الصهيوني، كما نهيب بكل الأكاديميين تلبية نداء حملة المقاطعة BDS وخاصة في شقها الأكاديمي.
وتفضلوا السيد العميد بقبول فائق الاحترام. التوقيع: جمعية التضامن المغربي الفلسطيني مبادرة BDS المغرب (www.bdsmaroc.org ) يوم 30 شتمبر 2011