سبحان الله! عباس الفاسي عندما كان أمينا عاما لحزب الاستقلال دار العصا فالرويدة ل"عديله" محمد الوفا حتى لا يخلفه على رأس حزب والد زوجتيهما ابنتي علال الفاسي، "أم البنين" و"عواطف"، على التوالي. وجاء الوقت لتُنتزع هذه "العصا" حتى يُفسح المجال لنزار بركة، زوج "راضية" بنت عباس الفاسي و"أم البنين" بنت علال الفاسي طبعا، وأيضا حفيد هذا الأخير من أمه "ليلى"، الابنة البكر للزعيم التاريخي! هذا ما وقع بالفعل أمس السبت 29 أبريل 2017، في مؤتمر استثنائي، حيث تم الأمر ب"الإجماع" (يا سلام)؛ إذ تمت المصادقة على تعديل الفصلين 54 و91 من النظام الأساسي لحزب الاستقلال، أو حزب "الميزان"، الذي يعرف، تمام المعرفة، أنه لا بد من أخذ ميزان القوى بعين الاعتبار! الفصل 54 كان ينص على أنه "ينتخب الأمين العام للحزب من المجلس الوطني بالاقتراع السري وبأغلبية الأصوات وذلك لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ويشترط في كل من يرغب في الترشح للأمانة العامة أن يكون عضوا للجنة التنفيذية في ولايتها الأخيرة. يقدم الترشيح بصفة شخصية ولا تقبل النيابة أو التفويض". في ما سُميّ ب"مقترح الملاءمة" أصبح الفصل 54 يقول: "ينتخب الأمين العام للحزب من المجلس الوطني بالاقتراع السري وبأغلبية الأصوات وذلك لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ويشترط أن يكون قد سبق له أن انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب مرة واحدة على الأقل". دابا في هذه "الملاءمة" مع وضع نزار بركة وزير الاقتصاد والمالية في أول حكومة لعبد الإله بنكيران والذي كان قبل ذلك وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول (صهره السي عباس) مكلفا بالشؤون الاقتصادية والعامة، والرئيس الحالي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ها المهم "يشترط أن يكون قد سبق له أن انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب مرة واحدة على الأقل"، وهو ما وقع مع صاحبنا الذي دخل اللجنة إياها سنة 2003، ليقضي فيها "ولاية واحدة"، المهم على المقاس وبالميزان! وطبعا المتتبعون اهتموا فقط بهذا الفصل ونسوا الفصل 91، آجي نضربو عليه طليلة. الفصل كان ينص على أنه "تتكون اللجنة التحضيرية الوطنية من أعضاء اللجنة التنفيذية ومن 150 عضوا يتم انتخابهم من بين أعضاء المجلس الوطني خلال آخر دورة له قبل المؤتمر، مع مراعاة التوزيع الجغرافي. وتمارس اللجنة التحضيرية مهامها وفق مقتضيات النظام الداخلي". دابا يالله ولّى كيگول "تتكون اللجنة التحضيرية للمؤتمر من: – أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب. – أعضاء المجلس الوطني للحزب". إذن، إذا كان تعديل الفصل 54، كما تم تعديله، يفسح المجال لنزار بركة، فتعديل الفصل 91، كيحدّها للأمين العام الحالي لحزب الاستقلال حميد شباط وسعيه إلى الاحتفاظ ب"زعامة" حزب السي علال، رغم العواصف التي تعصف به، خصوصا منذ الفترة ما بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، و"تحالفه" مع عبد الإله بنكيران ضد ما سمّى ب"الانقلاب"، ما جعل رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، في إبانه، "يغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه"، ثم قصة موريتانيا، وصعود نجم الزعيم الصحراوي حمدي ولد الرشيد وزيد وزيد، وصولا إلى مؤتمر أمس الذي حضره شباط وولد الرشيد، بعد وساطة "ناجحة" لعبد الواحد الفاسي، ابن علال الفاسي، وخال نزار وخال زوجته. ها احنا باقين فيها! دابا غير يلا ما بغاش شباط يلبس السبّاط.. بالمعنى الذي تغنى به الفنان الشعبي: "اعطيني سبّاطي نمشي بحالي"!