خالد حري رئيس تحرير "الصباح": افتتاحية يومه الاربعاء ///// السياسة.. أخلاق ، قول مأثور ردده زعماء، فبنوا مجدهم بحرصهم على المبادئ والقيم، ورفض أقنعة الوصولية، واقتسام الغنائم. لقد كشفت ردة فعل ابنة بنكيران، بعد إعفاء والدها، أن بعض قادة حزب المصباح يملكون ألف قناع (وربما أكثر)، إذ باحت، في تدوينة لها بمواقع التواصل الاجتماعي، عما عجز بنكيران نفسه عن التصريح به. ولأن كل فتاة بأبيها معجبة ، فقد وصفت سمية ما تلا إعفاء بنكيران ب نقض العهد ، في رسالة واضحة إلى قياديين بحزب والدها أشعلوا نار البلوكاج أثناء مفاوضات تشكيل الحكومة، وحين أعفي، أداروا دفة ولائهم إلى الجهة الرابحة ، نازعين قناع التشبث بالقرارات الحزبية، طمعا في غنيمة حكومية. إنها سياسة بيجيدي التي تجعل قياديين يتفوقون على الضوء في سرعة البحث عن الغنيمة وانقض العهود ، مع امتلاك خاصية يعبر عنها المغاربة بعبقرية قائلين: قصوحية الوجه … والأمثلة لا تعد، وستسجل في تاريخهم القصير. لقد ساهم حامي الدين، مثلا، في عرقلة تشكيل حكومة بنكيران، وجال بخياله الأكاديمي كثيرا، بحثا عن التبريرات القانونية والمصطلحات السياسية لدفع بنكيران إلى التشدد مع الأحزاب، فوصف، مرة، حزب الأصالة والمعاصرة ب حزب التحكم ، ثم اختفت كل نصائحه واجتهاداته مع تعيين سعد الدين العثماني، فكاد أن يقول في حزب البام شعرا… فهل هو اعتراف بالخطأ؟ أبدا، فالأقنعة السياسية هوايته المفضلة. محمد يتيم، الذي يصنف ضمن صقور الحزب، تحول إلى حمامة وديعة، منذ أن تردد اسمه للاستوزار، فواجه غضب مناضلي حزبه المتعاطفين مع بنكيران بقوله: اهذا مبلغنا من الاجتهاد والتقدير، وفي السياسة لا توجد مصلحة مطلقة أو مفسدة مطلقة.. إن البعض يريد أن يكون كيرانيا أكثر من بنكيران … يا سلام. أما مصطفى الرميد الذي سوق للرأي العام صورة المتشبث بمبادئ الحزب، ولو جانبت الصواب، والزاهد في المناصب، والحليف القوي لبنكيران، وصاحب القولة الشهيرة: اأنا لن أكون بنعرفة العدالة والتنمية ، أصبح مسالما لا يهش ولا ينش ، على حد قول الإخوة المصريين. لا ضير في الرغبة في الاستوزار، فذاك طموح ذاتي يستحقه كل مناضلي الحزب، لكن الأشد مرارة غياب المصداقية والتبرير الفاشل لمواقف سابقة، والاستعداد للتنازل عن القيم.. فاللهم نجنا من ناقضي العهود. ولأن الخيانة خيانات، فأقواها ألما وإيذاء وأثرا تلك الصادرة عن أصدقاء أوفياء ومقربين. خيانة أشد وقعا من الرياح العاتية، هي نفسها التي رددها أبطال مسرحية وليام شكسبير ، حين كانوا يصرخون اعصفي يا رياح، وابرقي يا سماء، فلن تكوني أشد وقعا من صديق خائن ، وهي المقولة التي استلمها بدهاء الكبار الراحل الحسن الثاني، في ذاكرة ملك .