مباشرة بعد إعفاء الأمين العام للعدالة والتنمية عبد الإله بنكيران من مهامه كرئيس مكلف بتشكيل الحكومة كان أول المبتهجين بهذا القرار هو زوجته نبيلة. وطبعا هناك من خصوم بنكيران من شكك في هذا "الابتهاج" واعتبره "مفتعلا لأن الإنسان لا يمكن أن يفرح بقرار محزن مثل قرار الإعفاء". والواقع أن الذين رددوا هذا الكلام لم ينتبهوا الى أن البيجيدي وقيادييه "بهدلوا" فعلا هذه المناصب العليا ولم تعد لها تلك الهالة التي كانت لها قبل مجيء هذا الحزب الى السلطة. نعم، كانت مثل هذه المناصب العليا والسامية تبدو للمواطن البسيط في وقت سابق كما لو أن أصحابها كائنات عجائبية وغير مخلوقين من لحم ودم مثل باقي مزاليط هذا الوطن. اليوم مع هذه العينة من الوزراء الإسلاميين رأينا "العجب في رجب". ومن هذا العحب أن سعد الدين العثماني، الذي كان وقتها وزيرا للخارجية، ذهب في زيارة الى دولة عظمى، وعندما أنهى زيارته فضل أن يقضي ليلته ليس في فندق الخمس نجوم على نفقة الدولة المغربية بل قضى ليلته ب"شبه كراج" عند صديق أمازيغي قديم طوقه الفقر من كل جانب. وبالفعل، فنبيلة تلقت خبر إعفاء زوجها بنكيران بابتهاج كبير، والسبب هو أنه خلال هذه الأشهر القليلة الماضية أصبحت تخاف عليه أكثر من أي وقت مضى. فبنكيران بالنسبة إلى نبيلة لم يعد مؤخرا ذاك الشخص الذي تعرفه جيدا خاصة في مواجهته للخصوم ولبعض الأجنحة داخل الدولة. السيد رفع سقف النقد عاليا ضد أكثر من جهة نافذة ولم يعد يتحدث بلغة الخشب حتى في القضايا ذات الحساسية الخاصة، حتى أصبح الصقر رقم واحد داخل الحزب وخارجه. وهكذا تحولت "صقور" الحزب مثل مصطفى الرميد وغيره.. الى "حمائم" تحاول تهدئة بنكيران لعله يلين خطابه تجاه "التحكم" والماسكين بخيوطه من الخلف. ولأن نبيلة خافت على زوجها بنكيران، كما لم يحدث من قبل، فقد استنجدت بالوزير الرميد في وقت من الأوقات ليقف الى جانبه وليكون خير الناصحين له في هذه الفترة بالضبط خشية أن يقع له مكروه. لكن نزول بلاغ الديوان الملكي الذي أطاح ببنكيران من منصبه وضع حدا لهذا الخوف الذي خيم على الأسرة الصغيرة بكاملها وأربك حياة نبيلة بالتحديد. ولأن الأمر كذلك، فنبيلة لم تكذب، بل كانت صادقة، الصدق كله، عندما قالت إنها كادت تطيرا فرحا عندما طار زوجها من كرسي الحكومة.