اعتبر الملاحظون والمتتبعون للشأن السياسي اختيار الاتحاد الاشتراكي لفطيمة مجدوب وكيلة للائحة الانتخابات الجماعية بوجدة، اختيارا شجاعا وحدثا سياسيا جديرا بالقراءة.. فلأول مرة يتم اختيار امرأة لتقود لائحة انتخابية محلية بوجدة وبالجهة الشرقية... وهذا الاختيار يسجل لحزب الاتحاد الاشتراكي، ويدعو إلى رفع تحية اعتراف وتقدير للاتحاديات والاتحاديين بوجدة ولقيادتهم الإقليمية والوطنية.. وقد استقبل المناضلون والمناضلات، كما الرأي العام، هذا الاختيار بارتياح كبير وتعاطف عظيم.. إنه تميز واستثناء، على مستوى اللوائح الانتخابية العشرة المتنافسة بوجدة.. وإنه تكسير لاحتكار الرجال رئاسة اللوائح الانتخابية التي طرحتها بالأمس، وتطرحها اليوم الأحزاب بمختلف توجهاتها وتعدد ألوانها ورموزها. إنسانة مناضلة.. قوية في هدوئها وهادئة في قوتها... هكذا هي كما نعرفها، اسمها فطيمة، اسم أنجبته جهة الشرق من عمق تاريخها ونضالية أهاليها وبطولة سكانها.. اجتماعية بطبعها.. وما أسهل تأقلمها في المجال إذا أرادت بمحض إرادتها، دون أن تخضع لأي أمر أو قرار.. تحب الحرية بمسؤوليتها ومروءتها.. وتقول لا للقمع والفساد، لا للتسلط وإعطاء الدروس الأخلاقية بالمجان.. إنسانة شجاعة، صريحة، صادقة... تقول ما في سريرتها صراحة وجهارا، ولا تخشى في ذلك لومة لائم.. المرأة التي تستحق منا ألف تحية وألف احترام وألف تقدير وتعاطف... هي المرأة انسلت منسحبة من الرداءة إلى معانقة الورد، تلك المرأة، هي من ملأت حياتها، بلا دوي، بالوقوف صامدة في مواجهة الصخب.. صخب الفساد تعارك موجه ليلا ونهارا.. صخب العمل الجمعوي الذي انخرطت فيه إيمانا واختيارا... صخب النضال النقابي الذي تمارسه بجدية ومسؤولية... صخب السياسة حين عانقت المشروع الاتحادي... صخب الأمومة يحولها لحنا يعلن العطف مرات والحب مرارا.. قررت فطيمة مجدوب القطع مع دونية الحريم والارتفاع إلى سمو المواطنة... تشتغل في صمت وبنجاعة، في هدوء وبفعالية... حالمة برجلين متجذرتين في الأرض، أرض وجدة المعطاء... مستعدة لتخسر كل شيء إلا كرامتها، مستعدة لتتنازل عن كل شيء إلا إخلاصها وصدقها.. تتميز بأنها متعددة المميزات، ولا فرق بين مميزاتها... إنها تفعل ولا تقول، تواكب ولا تساير... تنضبط ولا تخضع، ضمير لا يدعي الحكمة، رافضة لا تدعي الثورة، وطنية خام ومواطنة أصيلة، وفية لقيم ومبادئ حزب القوات الشعبية ومستلهمة نضالات وتضحيات شهدائه ورموزه.. إنها استثناء في زمن الكائنات المتناسخة انتخابيا... مؤمنة بأن النضال التزام لا بطاقة، تضحيات لا غنائم، عطاء لا ريع... تنفست عبق تاريخ كفاحي فرفضت أن تكبح تمدده تضاريس نتأت في جغرافية الانتخابات.. النضال عنوان فطيمة مجدوب والصدق سيد الميدان... وقفت فوق خشبة الحياة وقالت كلماتها بالروح والوجدان، بالعقل والبرهان.. آلام المرحلة موشومة في وعيها... وصفقنا وعلى المفسدين السلام... مجدوب تكره لغة الشعارات الجوفاء وثورة الصالونات وتنساق مع تيار الحركة والنقد... هكذا هي اتحادية محرومة من الحديث عن الظلام... اتحادية عازمة على غرس الورد. وكيلة لائحة الاتحاد الاشتراكي للانتخابات الجماعية بوجدة، متزوجة وأم لطفلتين، وتشتغل محررة قضائية بقسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية بوجدة، تضطلع بدور ريادي في مجال النضال النقابي، وتتحمل باقتدار كبير مسؤوليات عدة، من بينها عضوة المجلس الوطني للفدرالية الديموقراطية للشغل، عضوة المكتب الوطني للنقابة الديموقراطية للعدل، عضوة المجلس الإداري لودادية موظفي العدل، عضوة اللجان الثنائية لموظفي العدل بالجهة الشرقية... وتحملت هذه المسؤوليات، ومازالت، نتيجة حضورها القوي والفعال في جميع المحطات النضالية والمعارك الاجتماعية التي خاضتها الفدرالية الديموقراطية للشغل... ويسجل لفطيمة أنها أول امرأة مناضلة تخوض إضرابا عن الطعام ولمدة خمسة أيام في زمن حكومة عبد الإله بنكيران... وكان ذلك بسبب إغلاق باب الحوار في وجه النقابة الأكثر تمثيلية بقطاع العدل، وبسبب الاقتطاع اللاقانوني من أجور الموظفين، وبسبب التنكيل بالمحتجين بقطاع العدل في الشارع العام، يضاف إلى هذا كله التضييق على القياديين النقابيين بقطاع العدل من خلال تنقيلهم ظلما وتعسفا، ومن خلال إعفاء رؤساء كتابة الضبط الفدراليين. ولما أرادت بإرادة ووعي، بقناعة واختيار، أن تمارس السياسة، كان الانخراط في الاتحاد الاشتراكي، وكان النضال من أجل مشروع مجتمعي واعد، مشروع متجذر في التاريخ ومعانق للمستقبل... واستطاعت بحضورها الوازن في النقابة والحزب... استطاعت بطاقاتها النضالية وأخلاقها الرفيعة... استطاعت أن تحظى بثقة المناضلات والمناضلين الاتحاديين، فتم انتخابها في المؤتمر الإقليمي الثامن بوجدة، عضوة الكتابة الإقليمية ونائبة أمين المال... وتقديرا لكفاءاتها وقدراتها، التي أبانت عنها في أكثر من مجال، تم اختيارها وكيلة اللائحة الاتحادية في هذه الاستحقاقات الجماعية، وهي قادرة على رفع التحدي وكسب الرهان... إنها قادرة على التعبير بصدق عن هموم ومشاكل وجدة وساكنتها، وعازمة على الانخراط في البناء التنموي المحلي وفضح كل من ركب الانتخابات بهدف الاغتناء والارتزاق... وحيث توجد الإرادة ويكون الطموح تكون الطريقة المؤدية إلى النتائج المتوخاة... وتقول فطيمة: لا تهمني الحفر ولا أعيرها أي انتباه... لا يخيفني أباطرة المال ولا تجار الدين... إنني أراهن على الناخبين الغيورين على مدينتهم ووطنهم... اطمئني يا فطيمة فقد استطعت أن تكسبي تعاطف الناخبين والناخبات لأنك المرأة الأمل.