نحن لسنا بطاطا. من يتذكر هذه الجملة. من يتذكرها. كما لو أن بنكيران قالها قبل ملايين السنين. كما لو أنها تعود إلى زمن لم يعد موجودا. كما لو أنه لم يكن جادا. كما لو أن العالم تغير. وها هم يكذبونه في حزب العدالة والتنمية. وكل المعطيات تؤكد أنهم بطاطا. وأن بنكيران كان مخطئا. وكان يظنهم شيئا آخر. وقد أكد المسكين أنهم ليسوا بطاطا وهو يتحدث عن دخول الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة. وحينها ضحك الحاضرون. وصفقوا له طويلا. وأعجبتهم. وبعد أيام قليلة تقول الأخبار أنهم صاروا بطاطا. واقتنعوا أنه ليس عيبا أن يكون حزبهم من هذا النوع من الخضراوات. فالبطاطا ليست بهذا السوء. فقد أنقذت لحظة اكتشافها أوربا من المجاعة. ولا أحد ينكر دورها في بقائنا في المغرب على قيد الحياة وبعد مراجعات فكرية كثيرة وبعد الانقلاب قرروا في العدالة والتنمية أن ينفتحوا على البطاطا. ويتصالحوا معها. ويعيدوا إليها الاعتبار. بعد أن كان يتعامل معا بنكيران بتشنج. وتعال. ويقلل من شأنها. ويهينها في التفاوض. ويهاجمها أمام الملأ. ويسيء إليها أمام وسائل الإعلام. ويطبخها للمؤثرين في بيته. وهاهم يتبطبطون ويتحولون في العدالة والتنمية إلى بطاطا : مسلوقة. ومقلية. وبالبيشاميل. وكراتان. وبالجبن. ومطحونة. وبالمرق. ومشوية. وحلوة. وقصبية. وسلطة بطاطا بالبصل. وبطاطا بالمايونيز وبطاطا مقطعة إلى رقائق وهناك منهم من يحبها ساخنة حارقة وهناك من يحبها باردة بالحليب والفروماج وألذها وجبة بطاطا العدالة والتنمية بادريس لشكر والحامض والزيتون. وهي التي لو طبخوها ستكون حدثا تاريخيا وقطيعة مع الماضي ووليمة مفتوحة لمن هب ودب ودعوة عامة ليدخل الجميع ليأكل العدالة والتنمية، في مطعم حزب الوجبات السريعة لإعداد البطاطا. وسيكون ذلك أيضا فرصة سانحة لمعسها وتقشيرها وتقطيعها والتلذذ بالتهامها ممممممممم ما ألذ حزب البطاطا وما أبخل عبد الإله بنكران الذي كان يحرم الأحزاب من أكل العدالة والتنمية وكان يقول للجائعين وعابري السبيل والفقراء نحن لسنا بطاطا قبل أن نكتشف وبعد أيام قليلة من انصرافه أن العدالة والتنمية هو أحلى بطاطا في المغرب ومن كثرة شحه كان يرفض أن يغمس الاتحاد الاشتراكي في مرقها ولذلك رد عليه إدريس لشكر "هذي ماشي دار باك" وألح على الدخول ولامه في برنامج رضوان الرمضاني على تبخيسه للبطاطا وقال بالحرف " مالها البطاطا" ما ذنبها.