حكيم بنشماش، "الجمع بصيغة المفرد"، يتمنى أن "لا يقدر الله" أن يفشل عبد الإله بنكيران في تشكيل حكومته لما بعد انتخابات 7 أكتوبر، لكنه يحمّله وحده مسؤولية "البلوكاج الحكومي"، ويكاد ينسب الفضل كله لمجلس المستشارين الذي يرأسه، من خلال القيام بدور مجلس النواب، وتنشيط العلاقات مع أمريكا الوسطى واللاتينية… هكذا ألخص، على حساب فهامتي، حوار بنشماش المنشور في عدد نهاية هذا الأسبوع لجريدة "الأحداث المغربية". هي ثلاثة محاور أساسية إذا أردنا أن نقسم الحوار، أولا ما يتعلق بشخصية الرجل، وما يتعلق برئيس الحكومة، وما يتعلق بمجلس المستشارين. بالنسبة إلى المحور الأول، نستشف أن بنشماش "جمع بصيغة المفرد"، حسب لاوعيه (نديرو شوية ديال التحليل النفسي بلا إذن سيغموند فرويد) الذي وجد متنفسا عندما قال "ما وصلت إليه اليوم هو ليس تتويجا لمسار، بل لمسارات وتجارب جاءت من آفاق مختلفة…". وهنا ذكّر بما تحول إلى "أصل تجاري"، وهو انتماؤه للريف و"تخرّجه" من سجون سنوات الرصاص، فضلا عن "تملّك" ما أُنجز على مستوى هيئة الإنصاف والمصالحة. وطبعا لا يمكن هنا إلا أن نستحضر هذا التملك لدى حزبه "الأصالة والمعاصرة"، من خلال جعل ما أنجزته هيئة الراحل إدريس بنزكري، خصوصا تقريرها النهائي وما تضمنه من توصيات، فضلا عن تقرير الخمسينية الذي أشرف على إنجازه الراحل عبد العزيز مزيان بلفقيه… تملك لما أنجزته الدولة لا يختلف، من حيث الجوهر، لأنه تملّك للمشترك، على تملّك حزب العدالة والتنمية لشيء آخر، وإن كان أكبر وأهم من الأول، هو الدين الإسلامي… ولكن اللي اعجبني في هاد الشي المرتبط بمسار بنشماش، هو دور الجيولوجيا في السياسة، ومن هذا المنطلق أقترح باش تحيّد الجيولوجيا من كلية الحقوق وتولّي تقرّا لطلبة العلوم السياسية، الذين يجب عليهم أولا أن يراجعوا ما قاله صاحبنا، في هذا الحوار، عندما أشار إلى زلزال الحسيمة ودوره في مساره السياسي! واللي كيعجبك فهاد الناس ديال "البام" ماشي غير كيتبنّاو توجهات الدولة، بل كيسبقوها گاع! السيد يقول إنه لم يكن يؤمن بالحكم الذاتي للريف، بل ب"جهوية متقدمة". اشتي بُعد النظر! خلينا دابا من هاد الشي، ولنمر إلى إشارته إلى حزبه. المثير في الانتباه أنه كان يحاول ألا يذكره بالاسم، باش يبين بأنه "رئيس للجميع"، في الغرفة الثانية طبعا. ولكن ذكره مرتين، مرة في بداية الحوار، عندما ذكّر برئاسته لفريق "البام" في الولاية التشريعية السابقة (في الغرفة ذاتها) وقبله كرئيس لإحدى المقاطعات الرباطية. وفي المرة الثانية قال إنه "لما كان رئيسا لحزب الأصالة والمعاصرة"، ويقصد رئيسا للفريق، ماشي الحزب، ولكن في الحقيقة كون ولّى رئيس (أين عام) الحزب فبلاصة إلياس العماري، كون كان بيخير، علاش؟ لاحقاش كان غادي يكونوا كل أمناء الحزب باءات، (حسن) بنعدي، (محمد الشيخ) بيد الله، (مصطفى) باكوري. المهم الحزب اكتفى بهذا المثلث البائي! وتحول إلى حزب "باء" بعد تصدر "البيجيدي" للانتخابات الأخيرة، واكتفى بمقعد "الوصيف"… ندوزو لكلامو على بنكيران.. صحيح أن هذا الأخير كائن شعبوي، لكنه شيء يتقنه، المشكل أن بنشماش الذي قال في هذا الحوار إن "الشعبوية التي نعيشها تضر بالمسار الديمقراطي"، لم يجد حرجا في تبني خطاب شعبوي لكنه لم يتقنه، لأنه استعمل كل الطرق لمجابهة رئيس الحكومة الإسلامي خلال الولاية السابقة، ومنها الطرق ذاتها لغريمه، من قبيل استعارة "القاموس الحيواني" وداك الشي. وزايدون هو عارف بلّي شعبوية بنكيران هي اللي جابت مثلث شعبوي آخر متكون من حميد شباط، وإلياس العماري (الشاف ديال حزبو للتذكير فقط)، وإدريس لشگر… وعندما يعترف بخطأ الرد على بنكيران في الملتقى الأخير الذي نظمه في الغرفة الثانية، عندما "استأذن" أبا القاسم الشابي لتحوير البيت الذي ردده رئيس الحكومة (إذا الشعب أراد الحياة…، وهو البيت الذي صار شعارا للثورة التونسية وعموم ما سمي ب"الربيع العربي")، فأنا أتساءل أولا: كيفاش خْدا الإذن من الشابي، الله يرحمو، أولا؟! وثانيا أتساءل إن كان هو يخلط بين منصبيه كرئيس لمجلس المستشارين وكونه قياديا في حزب "البام"، تماما كما يخلط بنكيران بين منصبيه كأمين عام لحزب "البيجيدي" ورئيس للحكومة! في هذا السياق، أعتبر أن تحميل بنشماش لبنكيران وحده مسؤولية "البلوكاج الحكومي" فيه ظلم كبير للرجل، وأكثر من ذلك في "ضحك" على المغاربة، اللي هوما عارفين وهو عارف بلّي المسألة راها أعقد من هذا التبسيط "الشعبوي"! وعندما بدأ يقدم درسا لبنكيران في طريقة تدبير مفاوضات تشكيل الحكومة، فلم يزد على ما هو معروف في "التحضيري" ديال العمل السياسي! صحيح أن بنكيران ارتكب أخطاء كثيرة، سواء في تدبير رئاسة الحكومة خلال الولاية السابقة، وكان هذا منتظرا لأن الرجل لم يسير لا جماعة ولا مقاطعة، وداز ديريكت للدولة، وعندما أراد تدبير مفاوضات تشكيل الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة يبدو أنه استسهل المهمة، عندما جاءه شباط يحمل موافقة حزب الاستقلال للانضمام إلى فريقه، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لأنه فضح "الانقلاب" عليه غداة الإعلان عن نتائج الانتخابات، ولم يدر أنه قدم له هدية مسمومة كادت تعصف بهما معا! الساعة مشى فيها غير شباط بوحدو! وبالنسبة لما يتعلق بمجلس المستشارين، أتساءل إن كان بنشماش يعطيه أكثر مما يستحقه وعلى حساب مجلس النواب، خصوصا أن الغرفة الأولى هي الأساس في أي نظام ديمقراطي لأنها منبثقة مباشرة، عبر الانتخابات، من الشعب! فهو حاول أن يُفهمنا أن مجلسه يقوم بدور الغرفة الأولى في فترة هذا البلوكاج، وخصوصا عندما يتحدث عن إمكانية تعديل الدستور گاع! وما لم يعجبني أنه "مسح السما بليگة" بالنسبة لمكانة المغرب في أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى، وهنا نتذكر تحركات عبد الرحمان اليوسفي عندما كان وزيرا أول في هذه المنطقة، مستندا على علاقات حزبه (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبي) في إطار الأممية الاشتراكية، ملّي كان هاد الحزب عندو الشان والمرشان…