سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد البطء القاتل واللامبالاة نعيش الآن مرحلة الهرولة لتشكيل الحكومة ! كواليس متخيلة لتشكيل الحكومة بتقنية السرعة الفائقة بعد زيارة مستشاري الملك لبنكيران
بعد نعمة وترف لبطء والتروي في تشكيل الحكومة. وبعد أن كانت الأحزاب المعنية تمشي الهوينا، وتثاءب، وتتمايل، وتشخر، وتتغطى، وتنكمش، مستلقية، نائمة، متأملة في الوجود، مستهترة، ومسافرة، ولا مبالية، وتغلق الخط، ولا ترد. وبعد أن كان بنكيران معتكفا في بيته. وبعد أن كان الاتحاد الاشتراكي يظهر ويختفي. ويعد أن كان عزيز أخنوش يشترط عدم وجود الاستقلال وبعد أن كان رئيس الحكومة متشبثا بحزب الاستقلال فجأة وبمجرد أن زار مستشارا الملك بنكيران صار الكل مستعجلا وفي عجلة من أمره وعوض التروي والاسترخاء والقيلولة الطويلة والسبات خرج الجميع مهرولا هذه المرة وبنكيران يبحث عن أخنوش، وأخنوش يرد على بنكيران والمواعيد صارت تربط بسهولة والهواتف لا يتوقف رنينها فالملك يسأل عن طريق مستشاريه أين الحكومة وأين وصلت مشاورات تشكيلها، ورئيس الحكومة لا يعرف أين وصلت وفي هذا الصباح استيقظ المعنيون بالأمر من النوم في عجلة من أمرهم ورغم أنهم لا يرون حلا فقد خرجوا في الصباح وركضوا في كل الاتجاهات من أجل تشكيل الحكومة في أسرع الآجال، مرتبكين ولا يلوون على شيء. حتى أنه وبسبب السرعة الفائقة نسي بنكيران تشبثه بحليفه حزب الاستقلال ونسي عزيز أخنوش شرطه ونسي ادريس لشكر ما يريده فعلا من وجوده في هذه الحياة الفانية وقد سمع شهود عيان شباط يركض في الرباط ويردد: أنا لست ضروريا، الحكومة يمكنها أن تتشكل بدوني، أنا في خدمة بلدي، ومع تسريع تشكيل الحكومة بحزبي أو بدونه. والأهم هو أن تتشكل في أسرع الآجال. وبعد ركض طويل وهرولة وسقوط وتدافع وزحام التقى بنكيران بأخنوش وجاء لشكر على جناح السرعة يتبعه المالكي مهملا أناقته المعهودة وتبعتهم الحركة الشعبية وأطل شارب نبيل بنعبد الله من الباب ودخل حميد شباط وحضر التكنقراط وتعانقوا واحتضنوا بعضهم البعض ومسحوا العرق عن بعضهم البعض وظلوا لدقائق يلهثون ولعنوا الشيطان وبقدرة قادر قرروا تشكيل الحكومة في أسرع الآجال وبنكيران لا يصدق ويلح على حضور عدل شرعي وشهود وأخنوش يضحك ويقول له غدا غدا سنعود ولشكر لا يعرف ماذا يفعل ومع من هو وبنكيران يتشبث بأخنوش ويرفض مغادرته ولا يصدق نفسه ويسرع ويهرول ويركض في كل الاتجاهات ويدوخ ولا يفهم وينادي على المصورين والصحفيين ويقبض على عزيز أخنوش ويمازحه وأخنوش يعده بأنه سيعود إليه يقول له أستشير حزبي وأعود إليك ولشكر يرقبهما ويدورها في رأسه ويلهث ويسترجع أنفاسه والعرق مازال يتصبب منه وشارب بنيل بنعبد الله يتحرك في كل الاتجاهات ويتحرك ذات اليمين ويتحرك ذات الشمال وشباط يحرك رأسه ويتبع بعينيه ذلك الشارب ويميل معه حيث مال أما الحبيب أما الحبيب المالكي فقد كان يشرئب بعنقه ويتابع بنظراته عزيز أخنوش ليتأكد من الطريق التي سلكها وأين هو ذاهب بالضبط وهل سيعود أم لا.