في الفايسبوك اليسار إستطاع أن يحصد 390 مقعدا برلمانيا، و5 مقاعد لباقي الاحزاب، وكنت قريبا من أن أصوت وأضيف لهم المقعد رقم 391، وأغير صورة بروفايلي أيضا وأضع صورة اليسار، أو لشكر، أو بنعبد الله، وهذا تصويت، وهكذا يصوت الفايسبوكيون، بتغيير صور بروفايلاتهم، ببساطة لأنهم صنفان، صنف لا يثق في العملية الانتخابية، والآخرون غير مسجلون أصلا، وقد فوجئت أنه تم تزوير الانتخابات، كيف يحصل اليسار لوحده على 390 مقعدا، لا بد أن وزارة الداخلية لدى الفايسبوك لها خطة تريد بها إعادة إحياء اليسار. وقد فوجئت يوما قبل التصويت أن الفايسبوك يطالبني بالمشاركة في العملية الانتخابية، وأظهرت إحصائيات الفايسبوك أن 57 ألف مسجل في العملية من عموم سكان الفضاء الازرق الذين تجاوزوا 5 مليون مغربي، ولا يمكن أن نصوت على نواب الامة الفايسبوكية ب57 ألف فقط، هذه ليست ديمقراطية، وهذا تزوير مقيت، ومارك مطالب بالخروج ببيان توضيحي، والاجابة عن كل المشككين، كيف يربح اليسار بهذه السهولة، ومن سيشكل الحكومة؟، منيب أو لشكر، من منهم اليساري؟، ولحد الساعة لا نعرف من وضع زوكربيرغ كرؤساء على مكاتب التصويت، وما هي نسبة المشاركة، وهل شارك حميد زيد في التصويت أم أنه من الداعين لمقاطعة حكومة الفايسبوك اليسارية؟، وهل باع سقراط صوته بعدما قاد حملة هوجاء ضد اليسار الفيدرالي الذي يرشح أصحاب الباكلوريا فقط، وفي الاخير فوجئنا به يدعم اليسار!. وقد شاهدت الحملات الانتخابية الفايسبوكية، ووجدت أن أكثر حملة نظيفة كانت يسارية، لا إشهار ولا رشوة، وإستطاعوا أن يحصدوا 390 مقعدا من أصل 395، والعدالة والتنمية مقعد واحد فقط، والبام مقعد واحد، والاستقلال مقعد واحد، رغم كل الاموال التي إستعملوها في حملتهم الفايسبوكية، ومحاولات الضغط على الفايسبوكيين، وتهريب المناضلين اليساريين الشرفاء، ومنع سقراط من الكتابة وسرقة حسابه الفايسبوكي. وبعد هذه الحملة، وهذا الفوز الكاسح، إعتقدت أن منيب ولشكر وبنعبد الله سيشكلون الحكومة، وكل المغاربة سيصوتون لهم، والمغرب أصبح بلدا يساريا، وإشتراكيا، وشيوعيا، وكنت قريبا من التصويت، ودعم اليسار، لكنني تراجعت في آخر لحظة وإستحيت أن أفضح البام والعدالة والتنمية وأزيد لليسار مقعدا فوق 390، وقلت في نفسي "يكفي 390 مقعدا التي سيمنحها 5 مليون فايسبوكي لليسار"، ولم أرد أن أحرج العدالة والتنمية والاصالة والمعاصرة، ويجدان أنفسهما في ذيل الترتيب الانتخابي المغربي على الواقع، لأنني كنت متأكد أنهم لن يحصلوا سوى على مقعد برلماني واحد، وهذا فقط رأفة من اليسار المغربي، الذي لم يرد إحراجهم وترك مقعدا لكل حزب من الكبار. وبينما كان اليساريون يتوافدون على مكاتب التصويت في كل أقطار المغرب، ورفعوا نسبة التصويت الواقعية إلى 43 بالمائة، بينما أنصار البيجيدي والبام وباقي الاحزاب قاطعوا، كنت أنا جالسا أشاهد النتائج لحظة بلحظة لأزف الخبر للعالم بأن اليسار سيشكل الحكومة لوحدة، وخرج حصاد في بلاغ، وإشرأبت الاعناق، وطالبت الجميع بالصمت، لأسمع ما سيقوله، وكم حصد اليسار، وهل إكتفى ب390 مقعدا أم أنه لم يعد يستحي وسيحصد 395 بأكملها وتكون فضيحة للحياة السياسية، لكن النتائج لم تكن فضيحة لأحد، لقد كانت واقعية جدا، اليسار له حكومة ومقاعد برلمانية في مخيلتنا، وليس على أحد تقديم الاستقالة بقدر ما علي أن أستيقظ وأفهم أن اليسار لم يخيب الآمال، لقد كان واقعيا جدا في نتائجه، وسقراط وحميد زيد هم من نصبوا علي وأوهموني أن اليسار سيربح 390 مقعدا في البرلمان.