لم يكذب أبو النعيم. معه حق هذا الشيخ الجليل. الاتحاديون اليوم كفرة الاتحاديون مشركون بحزبهم. يقتلون بعضهم البعض بدم بارد ويلغون في الدم. ليسوا في حاجة إلى عدو، وقادرون لوحدهم على ذبح الاتحاد الاشتراكي. مكتفون بأنفسهم، وينفذون الجريمة على مرأى ومسمع من الجميع. يرتكبون جرائم أصول في حق من ضحوا وصنعوا هذه الأسرة الكبيرة. كل الاتحاديين اليوم متهمون. لا فرق أبدا بين لشكر وبوبكري لا فرق بين أي خصمين داخل الاتحاد الاشتراكي اليوم أبدا حليفا الأمس القريب وخصما اليوم يشتركان في الجريمة لقد اتفقوا جميعا على وأد الاتحاد الاشتراكي حيا إنهم جاهلية الاتحاد الاشتراكي الجديدة لقد جاؤوا ببعضهم البعض ليقتلوا الابن والوالد والبنت والجد الكفرة من جاء بادريس لشكر هو من يحتج عليه اليوم لا يؤمنون بشيء إلا بأنفسهم ومصالحهم الضيقة لم يكونوا في حاجة أبدا إلى الشيخ أبي النعيم فيهم الكفاية أكبر وأهم حزب في تاريخ المغرب يمثلون به بوجه مكشوف ويعرضونه في الندوات لنتفرج عليه الشبيبة والقيادة والقطاع النسائي كلهم مبسوطون بحفلة القتل الجماعية يقتلون بعضهم البعض ويكفرون بعضهم البعض ويلتقون فقط في الجنائز يذرفون الدموع ويتأثرون كأبرياء لقد صاروا حزب لطم الخدود وشق الجيوب منظمو تأبين وسرادق عزاء إنهم سلفيو المغرب الحديث يتنافسون على الرموز وعلى الموتى لينفوا الجريمة وبعد أن ينفضوا من حول الجنازة يعيدون إلى جرائم الأصول ينبشون القبور ويغتالون بعضهم البعض إلى أن ينتهوا تماما إنهم مثل كرونوس في الأسطورة ادريس لشكر هو كرونوس الاتحاد الاشتراكي كان كرونوس يلتهم أولاده، و كلما أنجبت له زوجته طفلا، كان يأكله لئلا ينافسه ويحتل مكانه وفي يوما من الأيام ألقمته زوجته حجرا كي لا يأكل ابنها زوس وكبر زوس بعيدا عنه كبر في السر ليقضي عليه هذا ما يفعله الاتحاديون اليوم يقتلون بعضهم البعض ويكفرون بعضهم البعض وقد أخطأ أبو النعيم وأخطأت السلطة حين كانت تحاربهم أخطأ قتلة بنجلون والمهدي الاتحاديون اليوم ليسوا في حاجة لتكفير من أحد ليسوا في حاجة إلى أدنى مساعدة البيت بيتهم وهم قادرون على التخلص من بعضهم البعض يملكون كل الوسائل ليصنعوا نهايتهم والذين ارتأوا النجاة فقد هربوا هربوا من هذا الاتحاد الاشتراكي الذي صار يحارب نفسه بنفسه ومعاركه كلها داخلية وضحاياه في الداخل ولن يخرج اليوم أو غدا ليراه المغاربة وليراه خصومه خصومه الذين يضحكون الآن في عبهم ويتفرجون بإعجاب في هذا الحزب المزعج والذي تخصص في القضاء على نفسه والذي لم يعد منشغلا بشيء آخر سوى تصفية حساباته الداخلية وصار الاتحاد عدوا لنفسه ينظر إلى وجهه في المرآة ويصوب نحو وجهه صار الواحد منهم يأكل لحمه يوظفون كل الذكاء الاتحادي وكل القوة التي كانت لديهم وكل الشعارات التي ورثوها في تكفير الحزب وقتله مجرمو الأصول كفار الحزب ومغتالوه ولا أحد يحاسبهم ولا أحد يرفع دعوى ضدهم ولا أحد يوجه إليهم تهمة إهانة هيئة منظمة ولا أحد يشير إليهم بالأصبع لا أحد يتهمهم بالتحريض على قتل حزب الاتحاد الاشتراكي.