حيلتهم واحدة: توقير السلطة الدينية لأمير المؤمنين، والاعتذار لوزارة الأوقاف والرابطة المحمدية، هذه المؤسسات المعظمة، كما سماها، نجم التكفيريين الجديد، الشيخ أبو النعيم. حتى أبو النعيم الذي كفر حزبا بمفكريه ونسائه وقادته فطن إلى هذه الحيلة.
هذا هو الذكاء السلفي نحن جميعا كفرة، وليس مشكلا أبدا أن تكفر المغاربة جميعا
وأن تكفر حزبا ونساء هذا الحزب لكن الأهم أن لا تقترب من إمارة المؤمنين ومن المؤسسات الرسمية المكلفة بالشأن الديني هذا خط أحمر بالنسبة إلى الفهم السلفي الجديد وقد ينجيك من السجن لقد تعلموا الدرس المنقذ من العقاب والباقي، كل الباقي يجوز تكفيره واتهامه بما لا يخطر على بال البشر والحجر والبحر والأرض والهواء، كل شيء لهم حرية تكفيره، شرط توقير ما يجب أن يوقر.
مقابل ذلك، مقابل هذه الخدمة، ونظير هذه الحيلة الجهنمية، تفتح للسلفيين صفحات الجرائد، واستوديوهات التلفزيون، حسب الفهم الجديد لحرية التعبير، ليصبح التكفير فكرة كباقي الأفكار، ويصبح التحريض على القتل مجرد اختلاف يجب أن يحترمه الإعلام، ولكي يكون مهنيا ونزيها، أن يأتي بالطرف والطرف الآخر، وأن يستوعب كل هذه الآراء، احتراما للتعددية السياسية والثقافية.
إنها ضربة موفقة من الفيزازي، الذي تحول فجأة من شخص يمدح الإرهاب والقاعدة، إلى حكيم يستدعيه حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي.
يلعب الفيزازي لعبته جيدا، ويعرف أزمة لشكر، ويعرف هدف شباط، ولذلك يلعب بحرية، وينتظر الدعوة تلو الدعوة.
ولن نستغرب غدا إذا أصبح الفيزازي اتحاديا لن نستغرب إذا جلس إلى النساء الاتحاديات لن نستغرب إذا وضع يده في يد ادريس لشكر لن نستغرب من شيء أبدا لن نستغرب من هذا الاتحاد الاشتراكي الذي وبدل أن يتصالح مع مناضليه والمتعاطفين معه ومع مثقفيه ومع شعبيته ومع المغاربة الذين فقدوا ثقتهم فيه، بينما يجري في عروقهم دم اتحادي
ها هو يتبع شباط ويوجه دعوة إلى الفيزازي ويمنحه مقعدا
ولن نستغرب أبدا إذا صار الفيزازي اتحاديا لأنه مع ادريس لشكر كل شيء ممكن
ادريس لشكر الذي نظر لتحالف بينه وبين العدالة والتنمية في حوار مجلة لوجورنال الشهير في إطار جبهة وطنية من أجل الديمقراطية والذي نسمع ما يقوله اليوم عن إخوان بنكيران
ادريس لشكر الذي قبل أن يتحالف مع شخص وصف المهدي بنبركة بالقاتل والسفاح قادر غدا على الاستعانة بالفيزازي وقادر على توفير مكان له في الحزب فالرجل راجع قناعاته ويوقر إمارة المؤمنين
وهذا يشفع له بأن يصبح اتحاديا ويصبح استقلاليا ويصبح ممثلا وأي شيء آخر يشاؤه وحينما يقنع لشكر الفيزازي بأن يصبح يساريا قد يأتي لنا الفيزازي بهدية نادرة
لنتخيل ذلك لنتخيل أن يأتي الفيزازي للاتحاديين بهدية اسمها أبو النعيم لتلتحق هي الأخرى بركب الحداثة والتقدمية.
فقاتلي اليوم هو أخ لي غدا وكل شيء ممكن في السياسة على الطريقة المغربية.