سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشكلتي مع موازين ليست هي مصدر المال ولا العري بل جمهور هذا المهرجان! من أنتم، ومن أين لكم كل هذا المال يا جمهور مهرجان موازين لتبددوه في العشر الأواخر من شهر ماي
مشكلتي الأبدية مع موازين ليست هي الماجدي ولا أحيزون ولا التمويل ولا العري ولا عجيزة فلانة ولا تزامنه مع الامتحانات، بل جمهوره. ودائما، وكلما حل الموعد، أتساءل من أين للجمهور المغربي الذي يحضر حفلاته كل هذا المال. هذا كثير على المغاربة. ومن هذا المنبر أقول لكم من أين لكم هذا أيها الجمهور المغربي الكريم. ومن أين تحصلون على كل هذا المال لتبددوه في سهرة واحدة، وأنتم سعداء، وترقصون، وتغنون. أنا أشك فيكم وفي مصدر ثرواتكم. المغرب فقير، والكل يشتكي، والكل يتبرم، وحين تنطلق سهرات موازين، يظهر عليكم الثراء، ولا يعلم أحد مصدره. اعترفوا، من أين لكم هذا. ويذهب الزوج، ومعه زوجته، والأولاد، والمجموع هو راتب شهر من العمل، يدفعونه في ليلة واحدة، وعلامات السرور بادية عليهم، ويأخذ العاشق عشيقته ومعها أختها وشقيقها الأصغر، ولا يبالي بالثمن، ويذهب المراهقون، ويدفعون الثمن الخيالي. من أنتم. هل مغاربة، وتكنزون المال، ولا تظهروه إلا في موازين. أنا في حيرة، ولا أعرف من أين تأتون به. تصدعنا الدولة بالأزمة وبالميزانية، ويبكي الشعب طوال السنة متظاهرا بالفقر، ويحتج الناس في كل ربوع المملكة، وكلما حل موازين يظهر عليكم أثر النعمة. وتخدعونني، وأقول إذا عمت هانت، وفي أول اختبار، تذهبون إلى موازين وتتركونني وحدي. كلكم في السهرات إلا أنا. أنا والجمهور المفلس مثلي، نطوف شوارع الرباط، ونتربص ببعضنا. أنتم ترقصون وتغنون، ونحن ضحية قطاع الطرق، الذين يأتون من كل مكان للتفرج في موازين، وحين لا يجدون فرصة للدخول، ينتقمون منا في الشارع. في كل بلاد الدنيا، الميسورون قلة، وفي المغرب هم أقل من القلة، وفي موازين يظهرون كأغلبية. كأن الشعب المغربي يتظاهر بالفقر، بينما هو فاحش الثراء. وإلا من أنتم. أنا لم أعد أثق في المغاربة، وفي جمهور موازين بالخصوص، وأُحس أنكم تخدعونني. وهناك من يأتي من مدن بعيدة، وينام في الفندق، ويحضر لأكثر من حفل، ويدفع مبالغ قد تصيبكم بالدوار. ولذلك يجب أن نعيد النظر ونشك في الجمهور، وفي خطاب الدولة، وفي النقابات، والأحزاب، والمواطنين، وفي خطاب الفقر والمسكنة. فدولة لهما جمهور يدفع كل هذا المال لا يمكن أن تكون فقيرة وجمهور بهذه الكثرة لا يمكنه أن يدفع كل هذا إلا إذا كان ميسورا ولا يعاني من العشر الأواخر في شهر ماي اعترفوا من أنتم ومن أين لكم كل هذا المال أيها الأوغاد وواجبي هو فضحكم ومحاسبتكم وكشفكم على حقيقتكم أمام العالم وأمام أمريكا والبنك الدولي ليعرف الجميع أننا لسنا دولة فقيرة ولا جمهورا معوزا بل نتظاهر بذلك وفي أول فرصة للنشاط نكشف عن ثرواتنا.